يره (١) لعمى أو ظلمة أو نحوهما فيما يظهر "أن يدعو بالدعاء المأثور" أي المنقول عن النبي ﷺ بإسناد منقطع، وهو "اللهم زد هذا البيت تشريفا وتعظيما وتكريما ومهابة وزد من شرفه وكرمه ممن حجه أو اعتمره تشريفا وتكريما وتعظيما وبرا"(٢) والمنقول عن عمر ﵁ بإسناد ليس بالقوي وهو اللهم أنت السلام ومنك السلام فحينا ربنا بالسلام "رافعا يديه" للاتباع رواه الشافعي "و" أن يدعو "بما أحب" من المهمات وأهمها المغفرة وأن يدعو واقفا "والداخل من الثنية" العليا "يراه" أي البيت "من" رأس "الردم" قبل دخول المسجد فيقف ويدعو كما قلنا "ثم" بعد فراغه من الدعاء "يدخل المسجد من باب بني شيبة" وإن لم يكن في طريقه للاتباع (٣) رواه البيهقي بإسناد صحيح وروي أيضا أنه ﷺ دخل منه وخرج من باب بني مخزوم إلى الصفا (٤) وفي رواية من باب بني سهم إلى المدينة، وهذا بخلاف الدخول من ثنية كداء على ما نقله الرافعي لترددهم في أن دخوله ﷺ منها كان قصدا أو اتفاقا; ولأن الدوران حول المسجد لا يشق بخلافه حول البلد، ولأن باب بني شيبة من جهة باب الكعبة والحجر الأسود، ويستحب أن يخرج من باب بني سهم إذا خرج إلى بلده للراوية السابقة ويسمى اليوم باب العمرة.
"ويبدأ" ندبا عند دخوله المسجد "قبل تغيير ثيابه واكتراء منزله" ونحوهما "بطواف القدوم" إن لم يعتمر "أو" بطواف "العمرة إن اعتمر" روى الشيخان
(١) "قوله أو يصل محل رؤيته، ولم يره إلخ" قال الأوزاعي هل مرادهم برؤية البيت المعاينة أو أعم من ذلك ويكون علم الأعمى والأعشى ومن جاء في ظلمة كرؤية البصير نهارا، ولا مانع وكذلك لو اتخذت أبنية منعت الرؤية وحالت دون البيت لا عبرة بها لم أر فيه نصا، وهو محتمل والأقرب الظاهر من كلامهم الأول، وقوله أو أعم من ذلك أشار إلى تصحيحه. (٢) رواه الشافعي فش مسنده ص ١٢٥ عن ابن جريج مرفوعا وإسناده منقطع. (٣) "قوله وإن لم يكن في طريقه للاتباع إلخ" المعنى فيه أن باب الكعبة في جهة ذلك الباب، والبيوت تؤتى من أبوابها وأيضا فلأن جهة باب الكعبة أشرف الجهات الأربع كما قاله ابن عبد السلام في القواعد فكان الدخول من الباب الذي يشاهد به تلك الجهة أولى وقال المحب الطبري روى أبو القاسم بن سلام في مسنده الحجر الأسود يمين الله في الأرض ومن قصد ملكا أتى بابه وقبل يمينه ولله المثل الأعلى. (٤) رواه البيهقي في الكبرى عن ابن عمر "٥/ ٧٢" حديث "٨٩٩١".