"ودخوله" مكة "نهارا وماشيا" وحافيا، ولم تلحقه مشقة، ولم يخف تنجس رجليه كما قاله في المجموع (١)"أفضل" من دخوله ليلا وراكبا ومتنعلا أما في الأول فللاتباع رواه الشيخان ولأنه أعون له وأرفق به وأقرب إلى مراعاته الوظائف المشروعة، ودخوله أول النهار بعد صلاة الفجر أفضل اقتداء به ﷺ ذكره المتولي وغيره وأما في الباقي فلأنه أشبه بالتواضع والأدب وليس فيه مشقة، ولا فوات مهم بخلاف الركوب في الطريق فإنه أفضل كما مر لما تقدم، ثم; ولأن الراكب في الدخول متعرض لإيذاء الناس بدابته في الزحمة قال الأذرعي وينبغي تقييد أفضلية (٢) المشي بمن لا يشق عليه، ولا يضعفه عن الوظائف ويشبه أن دخول المرأة (٣) في هودجها ونحوه أولى، لا سيما عند الزحمة قال في المجموع قال الماوردي وغيره يستحب دخوله مكة بخشوع قلبه وخضوع جوارحه دائما متضرعا قال الماوردي ويكون من دعائه ما رواه جعفر بن محمد عن أبيه عن جده أن النبي ﷺ كان يقول عند دخوله:"اللهم البلد بلدك والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك وأؤم طاعتك متبعا لأمرك وراضيا بقدرك مسلما لأمرك أسألك مسألة المضطر إليك المشفق من عذابك أن تستقبلني بعفوك وأن تتجاوز عني برحمتك وأن تدخلني جنتك"(٤) قال الزعفراني ويقول آيبون - تائبون لربنا حامدون الحمد لله الذي أقدمنيها سالما معافى الحمد لله رب العالمين كثيرا على تيسيره وحسن بلاغه اللهم هذا حرمك وأمنك فحرم لحمي ودمي وشعري وبشري على النار وآمني من عذابك يوم تبعث عبادك واجعلني من أوليائك وأحبابك وأهل طاعتك اللهم أنت ربي وأنا عبدك والبلد بلدك والحرم حرمك والأمن أمنك جئت هاربا عن الذنوب مقلعا ولفضلك راجيا ولرحمتك طالبا ولفرائضك مؤديا ولرضاك مبتغيا ولعفوك سائلا فلا تردني خائبا وأدخلني في رحمتك الواسعة وأعذني من الشيطان وجنده وشر أوليائه وحزبه وصلى الله على سيدنا محمد وآله.
"فرع ويستحب حين يرى البيت" أي الكعبة أو يصل محل رؤيته، ولم
(١) "قوله كما قاله في المجموع" أشار إلى تصحيحه. (٢) "قوله وينبغي تقييد أفضليته إلخ" أشار إلى تصحيحه. (٣) "قوله، ويشبه أن دخول المرأة إلخ" أشار إلى تصحيحه. (٤) لم أجده.