منه أيضا لا من الموت كما أفصح به الخوارزمي فقول النووي في مجموعه وغيره. قال أصحابنا وقتها من الموت إلى الدفن وبعده بثلاثة أيام مراده به ما قلنا بقرينة قوله بعده قد ذكرنا أن مذهبنا استحبابها قبل الدفن وبعده ثلاثة أيام وبه قال أحمد انتهى. والذي قلناه هو قول أحمد كما اقتضاه كلام المستوعب وغيره للحنابلة وقول المصنف من زيادته "لا تحديدا" تأكيد "إلا لغيبة معز أو معزى" فتبقى التعزية له إلى قدومه قال المحب الطبري (١) والظاهر امتدادها بعده ثلاثة أيام (٢) ويلحق بالغيبة المرض (٣) وعدم العلم كما قاله المصنف في شرح الإرشاد (٤)"والتعزية" لغة التصبير لمن أصيب بالتعزية عليه وشرعا "هي الحمل على الصبر بالوغد (٥) بالأجر والتحذير" عن الوزر بالجزع "و" أن "يدعو" عبارة أصله والدعاء "للميت والمصاب (٦) ففي تعزية كافر بمسلم وعكسه يخص المسلم بالدعاء الأخروي" فيقول في تعزية المسلم بالمسلم عظم الله أجرك (٧) وأحسن عزاءك بالمد أي جعل صبرك حسنا وغفر لميتك ويستحب أن يبدأ قبله بما ورد من تعزية الخضر أهل بيت رسول الله ﷺ بموته (٨) إن في الله عزاء من كل مصيبة وخلفا من كل
(١) "قوله: قال المحب الطبري" أي وظغيره. (٢) "قوله: والظاهر امتدادها ثلاثة أيام" أشار إلى تصحيحه وكتب عليه وقولهم في البيع إن خيار المجلس يمتد امتداد بلوغ الخبر يؤيده. (٣) "قوله: ويلحق بالغيبة المرض" أي والحبس. (٤) "قوله: كما قال المصنف في شرح الإرشاد" ذكره الأذرعي وغيره. (٥) "قوله: هي الحمل على الصبر بالوغد إلخ" تحصل بالمكاتبة من الغائب ويلحق به الحاضر المعذور بمرض، أو غيره وفي غير المعذور وفقه. (٦) "قوله: وأن يدعو للميت والمصاب" قيل يقدم الدعاء للمعزى لأنه المخاطب والثاني يقدم الميت، لأنه أحوج إلى الدعاء والثالث يتخير فيقدم من شاء هذا في المسلم بالمسلم، فإن عزى ذميا بمسلم يبدأ بالمسلم قطعا. كما اقتضاه كلام جماعة. (٧) "قوله: عظم الله أجرك" ليس فيه الدعاء بكثرة مصائبه فقد قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْراً﴾. (٨) وهذا شيء عجيب إن كان يقصد بالخضر "خضر موسى" ﵉، وإلا فأين الدليل الصحيح على هذا بعد وفاة رسول الله ﷺ، ومن أنبأهم أن هذا "خضر موسى"!!!.