"فلو جمعهم" الإمام للصلاة "وضعوا بين يديه واحدا خلف واحد إلى جهة القبلة" ليحاذي الجميع سواء أجاءوا مرتبين أم معا ولم يختلف النوع "فإن جاءوا معا" واختلف النوع "قرب إلى الإمام الرجل ثم الطفل ثم الخنثى ثم المرأة" لما مر من الآثار ولئلا يتقدم ناقص على كامل ويحاذي برأس الرجل عجيزة المرأة وفارق ما ذكره الدفن حيث يقدم فيه الرجل إلى القبلة ثم من بعده بأن قرب الإمام مطلوب، وهو ممكن في الصلاة ففعل بخلافه في الدفن "وإن حضر خناثى" معا أو مرتبين "جعلوا صفا عن يمينه رأسا لرجل" أي رأس كل واحد عند رجل الآخر لئلا تتقدم أنثى على ذكر "فإن" وفي نسخة، وإن "اتحد النوع" بأن كان كل منهم ذكرا أو أنثى أو خناثى "قرب" إليه "أفضلهم ورعا وتقوى" ونحوهما مما يرغب في الصلاة عليه "وإن كان رقيقا" لزوال الرق بالموت كما مر "فإن استووا" ورضي الأولياء بتقديم واحد فذاك وإلا "أقرع" وقد صرح الأصل بالشقين معا فإن صلوا على كل واحد وحده والإمام واحد قدم من يخاف فساده ثم الأفضل قال الماوردي هذا إن تراضوا وإلا أقرع بين الفاضل وغيره واستشكله في الكفاية بالتقريب إلى الإمام ويجاب بأنه أخف من التقديم في الصلاة
"وإن تعاقبوا لم ينح سابق"، وإن كان مفضولا "إلا لأنوثة" فيه ولو محتملة فتنحى الأنثى للذكر ولو صبيا وللمشكل وينحى المشكل للذكر لئلا تتقدم أنثى على ذكر، وإنما لم ينح الصبي للرجل; لأنه قد يقف معه في الصف بخلاف الأنثى والخنثى وتعبيره بما ذكر أولى من اقتصار أصله على تنحية المرأة للذكر ومن لم يرض بصلاة غيره صلى على ميته ذكره الأصل
(١) "قوله: ولك أن تقول لم لم يقدموا بالصفات قبل الإقراع كما يأتي نظيره؟ " الفرق بينهما واضح، وهذا نظير ما سيأتي من عدم تقديم الأفضل بالصلاة عليه.