للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ولا يلقنه من يتهمه مطلقا ليعم الوارث والعدو والحاسد ونحوهم قال الأذرعي، وهو حسن إن كان ثم غيره (١) وإلا فالظاهر أنه يلقنه، وإن اتهمه ودليل التلقين خبر مسلم "لقنوا موتاكم لا إله إلا الله" قال في المجموع أي من قرب موته، وهو من باب تسمية الشيء باسم ما يصير إليه كقوله: ﴿إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً﴾ وروى أبو داود بإسناد حسن والحاكم بإسناد صحيح أنه قال: "من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة" (٢) "فيذكر عنده الشهادة" (٣)، وهي لا إله إلا الله بأن يذكرها بين يديه ليتذكر أو يقول ذكر الله تعالى مبارك فنذكر الله جميعا سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر "بلا زيادة" عليها فلا تسن زيادة محمد رسول الله لظاهر الأخبار وقيل تسن زيادته; لأن المقصود بذلك التوحيد ورد بأن هذا موحد ويؤخذ منه ما بحثه الإسنوي أنه لو كان كافرا لقن الشهادتين (٤) وأمر بهما لخبر اليهودي السابق.

"و" أن "يذكرها" أي الشهادة "من عنده" أيضا، وهذا من زيادته وصرح به المتولي "و" أن "لا يأمره بها" بل يذكرها على الوجه الذي قدمته "و" أن "لا يلح" عليه فيها لئلا يضجر "فإن قالها لم تعد عليه حتى يتكلم" بغيرها من كلام الدنيا قاله الصيمري لكنه مخالف لظاهر كلامهم ولقول المصنف من زيادته على الروضة "ليكون آخر كلامه لا إله إلا الله" قال في المجموع قال الجمهور لا يزاد على مرة وقال جماعة منهم سليم الرازي والمحاملي وصاحب العدة يكررها عليه ثلاثا ولا يزاد عليها والتلقين مقدم على الاستقبال (٥) ذكره الماوردي قال الإسنوي: وهو متجه; لأنه أهم وقال ابن الفركاح إن أمكن جمعهما فعلا معا والإقدام التلقين; لأن النقل فيه أثبت


(١) "قوله: وهو حسن إن كان ثم غيره" أشار إلى تصحيحه
(٢) رواه أبو داود كتاب الجنائز، باب التلقين، حديث "٣١١٦".
(٣) "قوله فيذكر عنده الشهادة" قال الدميري: والأولى أن لا يبكي بحضرة المحتضر
(٤) "قوله ويؤخذ منه ما بحثه الإسنوي أنه لو كان إلخ"، وهو ظاهر
(٥) "قوله والتلقين مقدم على الاستقبال"، وإن ظن بقاء حياته