"ويكره ترك تهجد اعتاده" ونقصه بلا ضرورة قال ﷺ لعبد الله بن عمرو بن العاص: "يا عبد الله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل ثم تركه" رواه الشيخان (١).
"و" يكره "تخصيص ليلة الجمعة بقيام"(٢) لخبر مسلم "لا تخصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي"(٣) واستحب في الإحياء قيامها. وحمل على إحيائها مضافا إلى أخرى قبلها، أو بعدها كما في الصوم وقوله ويكره إلى آخره من زيادته وبه جزم المنهاج وغيره "و" يكره "قيام كل الليل دائما"(٤) قال ﷺ لعبد الله بن عمرو بن العاص: "ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل"؟ فقلت: بلى يا رسول الله قال: "فلا تفعل صم وأفطر وقم ونم فإن لجسدك عليك حقا" إلى آخره رواه الشيخان (٥) ; ولأنه يضر البدن إذ لا يمكنه نوم النهار لما فيه من تفويت مصالحه الدينية، والدنيوية ولهذا فارق عدم كراهة صوم الدهر غير أيام النهي إذ يمكنه أن يستوفي في الليل ما فاته من أكل النهار قال في المهمات، والتقييد بكل الليل ظاهره انتفاء الكراهة بترك ما بين العشاءين وفيه نظر، والمتجه تعلقها بالقدر المضر (٦) ولو بعض الليل وكلام المجموع يقتضيه وذكر الطبري قريبا منه فقال إن لم يجد بذلك مشقة استحب
= نزوله كنزول أحد من البشر أو الخلق، بحيث يعلوه شيء، بل الله ﷿ وحيط بكل شيء وفوقه وهو الكبير المتعال، وهو العلي العظيم أبدا. أما أن نقول: إن نزول الله يعني: نزول أمره، فهذا تأويل غير صحيح مصادم لما كان عليه أمر السلف الصالح من إمرار آيات الصفات كما هي بدون تأويل ولا تعطيل، ومن غير تشبيه ولا تمثيل، ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾. (١) رواه البخاري، كتاب الجمعة، باب ما يكره من ترك قيام الليل لمن كان يقومه، حديث ١١٥٢ ومسلم، كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر … ، حديث ر ١١٥٩. (٢) "قوله وتخصيص ليلة الجمعة بقيام" قد يفهم أنه لا يكره تخصيص ليلة غيرها وهو كذلك قال الأذرعي وفيه وقفة ويحتمل أن يكره; لأنه بدعة. (٣) رواه مسلم، كتاب الصيام، باب كراهة صيام يوم الجمعة منفردا، حديث ١١٤٤. (٤) "قوله وقيام كل الليل دائما" قيده صاحب الانتصار بمن يضعفه ذلك عن الفرائض وهو حسن. (٥) رواه البخاري، كتاب الصوم، باب حق الجسم في الصوم، حديث ١٩٧٥، ومسلم، كتاب الصيام، باب النهي عن صوم الدهر … ، حديث ١١٥٩. (٦) "قوله: والمتجه تعلقها بالقدر المضر" أشار إلى تصحيحه.