وذكر الكراهة في الثانية من زيادته "وقنوته" أي الوتر "كالصبح" أي كقنوته لفظا ومحلا وجهرا وإسرارا و غيرها وتقدم بيانه مع زيادة "ويتبعه" استحبابا "بقنوت عمر"(١)، وهو "اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونستهديك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله نشكرك ولا نكفرك ونخلع ونترك من يفجرك اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد" بالدال المهملة أي نسرع "نرجو رحمتك ونخشى عذابك إن عذابك الجد"(٢) بكسر الجيم أي الحق بالكفار ملحق بكسر الحاء على المشهور أي لاحق بهم فهو كأنبت الزرع بمعنى نبت ويجوز فتحها; لأن الله تعالى ألحقه بهم اللهم عذب كفرة أهل الكتاب الذين يصدون أي يمنعون عن سبيلك ويكذبون رسلك ويقاتلون أولياءك أي أنصارك اللهم اغفر للمؤمنين، والمؤمنات، والمسلمين، والمسلمات وأصلح ذات بينهم أي أمورهم ومواصلاتهم وألف أي اجمع بين قلوبهم واجعل في قلوبهم الإيمان، والحكمة، وهي كل ما منع القبيح وثبتهم على ملة رسولك وأوزعهم أي ألهمهم أن يوفوا بعهدك الذي عاهدتهم عليه وانصرهم على عدوك وعدوهم إله الحق واجعلنا منهم قال الروياني قال ابن القاص ويزيد فيه ﴿رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا﴾ إلى آخر السورة واستحسنه نقله الأصل ولم يتعقبه وتعقبه في المجموع فقال وما قاله غريب ضعيف، والمشهور كراهة القراءة في غير القيام قال الأذرعي قلت إنما يأتي به على قصد الدعاء لا على قصد القراءة فلا يحسن ما ذكره وإذا قلنا بأنه لا يتعين للقنوت لفظ، وهو الصحيح فحسن أن يدعو بأدعية القرآن قاصدا الدعاء وقدم قنوت الصبح على قنوت عمر; لأنه ثابت عن النبي ﷺ في الوتر "ويستحب أن يقول" بدل عذب كفرة أهل الكتاب "عذب الكفرة ليعم" كل كافر "وأن يقرأ" بعد الفاتحة "في" الركعات "الثلاث" إذا أوتر بها "سبح" اسم ربك في الأولى (٣)،
(١) "قوله: ويتبعه بقنوت عمر منفرد" وإمام محصورين رضوا بالتطويل. (٢) "قوله: الجد" بكسر الجيم، أما بفتحها، فالعظمة، والحظ، وبضمها الرجل العظيم قوله إذا أوتر بها"، أو بأكثر منها. (٣) "قوله: ﴿سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ﴾ في الأولى" قال في الأذكار، فإن نسي سبح في الأولى أتى بها =