للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

حبستك "بعد موتي مع نية العتق (١) و" قوله "دبرت نصفك" مثلا صحيح، فإذا مات عتق ذلك الجزء "ولا يسري" إلى باقيه; لأن العتق لا يسري على الميت لإعساره كما مر "و" قوله "دبرت يدك (٢) " مثلا "هل هو لغو" يعني ليس بصريح "أم تدبير صحيح" في جميعه؟ "وجهان" كنظيره في القذف قاله الرافعي وقضيته ترجيح الأول وهو الظاهر كما قاله الزركشي "وقوله أنت حر بعد موتي أو لست بحر لا يصح" لأنه لم يجزم به "كمثله في الطلاق والعتق" في قوله أنت طالق أو لست بطالق، وقوله أنت حر أو لست بحر (٣). قال الأذرعي وغيره تقدم في الإقرار أنه لو قال أنت طالق أولا على سبيل الإقرار لم تطلق (٤) أو في معرض الإنشاء طلقت فيجب أن يراجع السيد (٥) هنا بإرادته ويحمل ما ذكر على ما إذا أطلق أو جهلت إرادته انتهى.

"فرع: يصح" التدبير "مقيدا" بقيد في الموت كما يصح مطلقا "كإن مت من مرضي هذا أو في سفري هذا" أو في هذا البلد أو حتف أنفي "فأنت حر ويقيد به" عملا بتقييده فلا يعتق بموته الخالي عما قيد به ومحل صحته مقيدا أن


(١) "قوله مع نية العتق" علم منه اعتبار مقارنتها اللفظ ويجيء ما سبق في كناية الطلاق وأن كنايات العتق كنايات فيه وأن اشتهارها في الاستعمال لا يلحقها بالصريح
(٢) "قوله ودبرت يدك" أي أو إذا مت فيدك حر هل هو لغو أم تدبير صحيح؟ وجهان أصحهما ثانيهما إذ كل تصرف يقبل التعليق تصح إضافته إلى بعض محله وما لا فلا وظاهر أنه لو لفظ بصريح التدبير أعجمي لا يعرف معناه لم يصح وأنه لو كسر التاء للمذكر أو فتحها للمؤنث لم يضر ولينظر فيما لو قال دبرت وجهك أو رأسك هل يكون كقوله دبرت بدنك أو دبرتك أم كقوله دبرت يدك غ
(٣) "قوله أنت حر بعد موتي أو لست بحر" أي أو أنت مدبر أو لست مدبرا أو أنت حر أو لا
(٤) "قوله لم تطلق" قال شيخنا علله في الشامل بأن لفظة الاستفهام دون الإيقاع وينبغي حمل كلام المطلقين على ما نقله الشارح عن الأذرعي ووافقه عليه الزركشي في خادمه فتلخص من ذلك أحوال: الحال الأول أن يقصد الاستفهام. الثاني أن يقصد الإخبار. الثالث أن لا يقصد شيئا. ولا يقع شيء في الأحوال الثلاثة في كل من مسألة الطلاق والتدبير ووجهه في حالة الإطلاق أن ملك السيد لرقيقه وملك العصمة للزوج محقق فلا نقطعه بمشكوك فيه عملا بالأصل، فإن قصد الإنشاء عملنا بقصده في كل ما ذكر ونفذنا وقوع ذلك، فإن تعذرت مراجعته حمل على غير الإنشاء
(٥) "قوله فيجب أن يراجع السيد إلخ" أشار إلى تصحيحه