في الدعاوى "وكالعبد والفرس" المعروفين "بالشهرة سمعت الدعوى والبينة ويحكم بها" قال في الأصل ولا يجب ذكر القيمة على الأصح لحصول التمييز دونه وتركه المصنف للعلم به مما يأتي في الدعاوى (١).
"وما لا شهرة له" كغير المعروف من العبيد والدواب "تسمع فيه الأوصاف" أي الدعوى به اعتمادا على الأوصاف "أيضا لإقامة البينة" للحاجة إليها كما في العقار وكما تسمع على الخصم الغائب اعتمادا على الصفة "لا للحكم (٢) "; لأنه مع خطر الاشتباه والجهالة بعيد "فيصفها" أي العين الغائبة "المدعى" بها "بصفات السلم وبالقيمة" على الوجه الذي ذكره بقوله "قالوا والركن في" تعريف "المثليات الوصف (٣) " أي ذكره "وذكر القيمة مستحب وفي ذوات القيم" الأمر "بالعكس" أي الركن في تعريفها ذكر القيمة وذكر الوصف مستحب وعليه يحمل كلام المنهاج وما ذكره في الدعاوى من وجوب وصف العين بصفة السلم دون قيمتها مثلية كانت أو متقومة هو في عين حاضرة بالبلد يمكن إحضارها مجلس الحكم فلا ينافي ما هنا كما أشاروا إليه بتعبيرهم هنا بالمبالغة (٤) في الوصف وثم
(١) "قوله على ما يأتي في الدعاوى" حاصله أن الشرط ذكر ما يحصل العلم به ولو بذكر حد واحد حتى لو كان مشهورا لا يشتبه لا حاجة إلى تحديده (٢) قوله لا للحكم" قال البلقيني: إن محله ما إذا لم يعلم القاضي العين التي شهد بها الشهود فإن علم بأن كانت العين الغائبة مما هو تحت نظره من ضالة أو من مال محجوره فيحكم بالبينة ولا يتخرج على جواز القضاء بالعلم; لأن البينة قائمة دافعة للتهمة وأن تشهد بملك العين من غير شهادة على إقرار المستولي عليها فإن شهدت على إقراره بذلك حكم جزما فإن أنكر عند المكتوب إليه اشتمال يده على عين بتلك الصفة لم يسمع منه بل لا بد من تسليم العين أو غرم بدلها. (٣) "قوله قالوا والركن في المثليات الوصف" قال الإمام فإن كان المدعى به عقارا فقد أجمع الأصحاب على تصحيح الدعوى ثم شرطوا المبالغة في الوصف وذلك هين في العقار، وهو بذكر المحل من البلد والسكة منها وذكر موضع الدار من السكة وأنها الدار الأولى أو غيرها على يمين الداخل أو على يساره أو صدر السكة إن لم تكن نافذة ثم التعرض للحدود وينهى الأمر إلى غاية تفيد اليقين في التعيين ا هـ قال الأذرعي وقضية كلامه اشتراط التعرض لجميع ما ذكره، وهو غريب (٤) "قوله كما أشاروا إليه بتعبيرهم هنا بالمبالغة إلخ" وفرق الإمام والغزالي بين المبالغة هنا وباب السلم بأن الإفراط والتناهي فيه يفضي إلى عزة الوجود وذلك ممتنع في السلم والإمعان في الوصف في الأعيان يزيدها وضوحا وتبيانا