للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مجتهدا (١) ذا كفاية سميعا بصيرا ناطقا لنقص غيره "شجاعا" ليغزو بنفسه ويدير الجيوش ويقوى على فتح البلاد "قرشيا" لخبر النسائي (٢) "الأئمة من قريش" (٣)، وأما خبر "أطيعوا، ولو أمر عليكم عبد حبشي" (٤) فمحمول على غير الإمامة العظمى فلو اختلت الشروط عند العهد، وكملت عند موت العاهد لم يصح العهد.

"ولا يشترط كونه هاشميا" فإن أبا بكر وعمر وعثمان لم يكونوا من بني هاشم "ولا معصوما" باتفاق من يعتد به "فإن فقد" قرشي (٥) جامع للشروط "فمنتسب إلى كنانة ثم" إلى "إسماعيل"، وقوله "وهم" يعني أولاده الشاملين لكنانة "العرب" من زيادته "ثم" إلى "جرهم" (٦) قال في الأصل، وهم أصل العرب قال الرافعي ومنهم تزوج إسماعيل حين أنزله أبوه أرض مكة "ثم" إلى "إسحاق ثم" إلى "غيرهم"، وقيل إذا فقد الإسماعيلي ولي رجل من العجم، والترجيح من زيادته قال الرافعي: ولك أن تقول قريش من ولد النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة فكما قالوا إذا فقد قرشي ولي كناني هلا قالوا إذا فقد كناني ولي خزيمي، وهكذا يرتقي إلى أب بعد أب حتى ينتهى إلى إسماعيل قال ابن الرفعة: وهو قضية كلام القاضي فما ذكروه مثال يقاس عليه قال الأذرعي وفي كلام الرافعي


(١) "قوله: مجتهدا"; لأن معظم أمور الدين تتعلق به فلو كان مقلدا لاحتاج إلى مراجعة العلماء في تفاصيل الوقائع فيخرج عن رتبة الاستقلال، ويفوت من الأمور العظام ما لا يتناهى، وقد يفهم من كلام القاضي حسين أنه ليس بشرط حيث قال: لو اجتمع عدل جاهل، وعالم فاسق فالأول أولى لتمكنه من التعويض إلى العلماء فيما يفتقر إلى الاجتهاد ويستشيرهم فما اتفقوا عليه عمل به ويمضي الحكم فيه بنفسه كذلك فإن هذا مفروض كما، قاله الإمام عند فقد المجتهدين.
"تنبيه" شمل قولهم مجتهدا المجتهد المطلق ومجتهد المذهب ومجتهد الفتيا "
(٢) "قوله: لخبر النسائي "الأئمة من قريش" ولقوله "قدموا قريشا ولا تقدموها"، وقد انعقد الإجماع على ذلك.
(٣) رواه أحمد في مسنده "٣/ ١٢٩" حديث "١٢٣٢٩" وقال الحافظ في الفتح: وقد جمعت طرفه من نحو أربعين صحابيا ورجاله رحال الصحيح وقد أورده البخاري في التاريخ الكبير.
(٤) رواه البخاري كتاب الأحكام باب السمع والطاعة للإمام ما لم يكن معصية حديث "٧١٤٢".
(٥) "قوله: فإن فقد قرشي إلخ"، قال الإمام لو عقدت لغير قرشي للعدم ثم نشأ قرشي بالشروط فإن عسر خلع الأول أقر، وإلا فالوجه عندي تسليم الأمر للقرشي.
(٦) "قوله: ثم إلى جرهم" هم الذين ربوا إسماعيل، وتزوج منهم.