"فرع: الأذان" مع الإقامة (١) كما صرح به النووي في نكته (٢)"أفضل من الإمامة" واحتج له بقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ﴾ [فصلت: ٣٣] قالت عائشة نزلت في المؤذنين (٣) وبخبر "إن خياركم عباد الله الذين يراعون الشمس والقمر والنجوم والأظلة لذكر الله"(٤) رواه الحاكم وصحح إسناده وبخبر "لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة"(٥) وبخبر مسلم "المؤذنون أطول أعناقا يوم القيامة (٦) أي أكثر رجاء (٧) لأن راجي الشيء يمد عنقه إليه وصحح الرافعي أن الإمامة أفضل (٨)، لأنها أشق ولمواظبة النبي ﷺ والخلفاء بعده عليها دون الأذان "ويستحب" للشخص "الجمع بينهما إن تأهل" لهما قال في الروضة وفيه حديث حسن في الترمذي.
(١) "قوله: فرع الأذان مع الإقامة إلخ" قال شيخنا المعتمد أن الأذان أفضل من الإمامة وإن لم تنضم له الإقامة. (٢) "قوله: كما صرح به النووي في نكته" وهو ظاهر كلام ابن الرفعة في الكفاية وبه صرح في المطلب ز. (٣) "قوله: قالت عائشة نزلت في المؤذنين" لكنه معارض بقول ابن عباس أن المراد بها النبي ﷺ بدليل قوله تعالى: ﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ﴾ قال ابن الرفعة وكأنه الصحيح لأن الآية مكية بلا خلاف والأذان إنما ترتب بالمدينة د ولا مانع من تفضيل سنة على فرض بدليل تفضيل السلام على جوابه وإبراء المدين المعسر على إنظاره. (٤) إسناده صحيح: رواه الحاكم في المستدرك ١/ ١١٥ حديث ١٦٣. (٥) رواه البخاري، كتاب الأذان، باب رفع الصوت بالنداء، حديث ٦٠٩. (٦) رواه مسلم، كتاب الصلاة، باب فضل الأذان وهرب الشيطان عند سماعه، حديث ٣٨٧. (٧) "قوله: أي أكثر رجاء إلخ" وقيل لا يلحقهم العرق فإن العرق يأخذ الناس بقدر أعمالهم وروى أعناقا بالكسر أي هم أكثر إسراعا إلى الجنة مأخوذ من العنق بالفتح وهو ضرب من السير قاله البغوي وأما عدم مواظبته ﷺ والخلفاء عليه فلاحتياج ذلك إلى فراغ لمراعاة الأوقات وكانوا مشغولين بمصالح الأمة خصوصا أنه ﵊ كان يحب المواظبة على ما يفعله ح. (٨) "قوله: وصحح الرافعي أن الإمامة أفضل" ورجحه السبكي والأذرعي.