[الشرح: ٤] أي لا أذكر إلا، وتذكر معي كما في صحيح ابن حبان (١). وأما على آله، وصحبه فتبعا له لخبر "قولوا اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد"(٢)، ويصدق على الصحب في قول، ولأنها إذا طلبت على الآل غير الصحب فعلى الصحب أولى، وهو اسم جمع لصاحب، وقيل جمع له، وكرر الصلاة عليه ﷺ إظهارا لعظمته، وجمعا بين إسنادها إلى نفسه، وإسنادها إلى الله تعالى، وكذا بين الجملة المضارعية، والماضوية، ولو ذكر معها السلام كان أولى ليخرج من كراهة إفراد أحدهما عن الآخر، ولعله ذكره لفظا.
"أما بعد"، وفي نسخة، "وبعد"(٣) أي بعدما تقدم"فهذا" المؤلف الحاضر ذهنا إن ألف بعد الخطبة أو خارجا أيضا إن ألف قبلها"كتاب اختصرت فيه ما في الروضة" للإمام النووي ﵀" (٤) المختصرة من
(١) رواه ابن حبان ٨/ ١٧٥ حديث ٣٣٨٢ عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله ﷺ قال: "آتاني جبريل فقال: إن ربي وربك يقول لك: كيف رفعت لك ذكرك؟ قال: الله أعلم، قال: إذا ذكرت ذكرت معي". ورواه أبو يعلى في مسنده ٢/ ٥٢٢ حديث ١٣٨٠. وأورده الهيثمي في المجمع ٨/ ٢٥٤. (٢) رواه البخاري، كتاب تفسير القرآن، باب قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ﴾ حديث ٤٧٩٧ بإسناده عن كعب بن عجرة ﵁ قال: قيل: يا رسول الله أما السلام عليك فقد عرفناه فكيف الصلاة عليك قال: قولوا: "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد". ورواه مسلم، كتاب الصلاة، باب الصلاة على النبي ﷺ، حديث ٤٠٦. (٣) "قوله: وفي نسخة وبعد إلخ" الفاء على النسخة الثانية أما على توهم أما أو تقديرها في نظم الكلام بطريق تعويض الواو عنها. (٤) الإمام النووي: هو الشيخ محي الدين أبو زكريا يحي بن شرف النووي شيخ المذهب وكبير الفقهاء في زمانه، ولد بـ "نوى" قرية من قرى "حوران" بـ "سوريا" سنة ٦٣١ هـ قرأ القرآن ببلده وختم وقد ناهز الاحتلام، ثم قدم دمشق فشرع في قراءة "التنبيه"، فيقال: "إنه قرأه في أربعة ونصف" وقرأ ربع العبادات من "المهذب" في بقية السنة، ثم لزم المشايخ تصحيحا وشرحا، فكان يقرأ في كل يوم اثني عشر درسا على المشايخ، ثم اعتنى بالتصنيف فجوع شيئا كثيرا، منها ما أكمله ومنها ما لم يكمله =