لهذا التكلف وإنما هو مفعول به والمعنى تهريق الدم قاله السهيلي وغيره قالوا لكن العرب تعدل بالكلمة إلى وزن ما هو في معناها وهي في معنى تستحاض وتستحاض على وزن ما لم يسم فاعله.
"وتثبت" العادة إن لم تختلف"بمرة" فلو حاضت في شهر خمسة ثم استحيضت ردت إليها للخبر السابق"فإن كانت تحيض" في كل شهر"خمسة فحاضت في شهر ستة ثم استحيضت في الشهر الثاني فحيضها الست" للخبر ولأن الظاهر أنها فيه كالذي يليه لقربه إليها فهو أولى مما انقضى"فإن اختلفت عادتها وانتظمت بأن كانت تحيض في شهر ثلاثة مثلا (١) و" في"الثاني خمسة" مثلا"و" في"الثالث سبعة" مثلا "و" في"الرابع ثلاثة و" في"الخامس خمسة و" في"السادس سبعة فهذا الدوران يثبت بمرة" نشأ من عادة تثبت بمرتين والعادة المختلفة إنما تثبت بمرتين سواء انتظمت عادتها كما ذكر أم على وجه آخر كأن ترى خمسة ثم ثلاثة ثم سبعة ثم تعود الخمسة وسواء أرأت كل قدر مرة كما ذكر أم أكثر كأن ترى في شهرين ثلاثة ثلاثة ثم في شهرين خمسة خمسة ثم في شهرين سبعة سبعة.
"ويتفق" أي وأقل ما يحصل"ما ذكرناه" من المثال"في ستة أشهر فإن استحيضت" بعد الدوران المذكور "في شهر بنت" أمرها "عليه" فلو استحيضت في السابع ردت إلى الثلاثة أو في الثامن فإلى الخمسة أو في التاسع فإلى السبعة "فإن لم تدر" بضم الدال دورا ثانيا على النظم السابق"بأن استحيضت في الدور الرابع" مثلا "ردت إلى السبع" لا إلى العادات السابقة "فلو نسيت كيفية الدوران فقط" أي دون العادات "حيضناها في كل شهر ثلاثة" لأنها المتيقن "وتحتاط إلى آخر أكثرها" أي أكثر العادات"وتغتسل آخر كل نوبة" لاحتمال الانقطاع عنده.
"فلو كان الاختلاف" للعادات"غير منتظم" بأن تتقدم هذه مرة وهذه
(١) "قوله: بأن كانت تحيض في شهر ثلاثة مثلا" أشار به إلى أنه لا فرق في انتظام عادتها بين أن يكون على هذا الترتيب أم على ترتيب آخر.