للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

أقطع"، وفي رواية"بالحمد لله" رواه أبو داود، وغيره، وحسنه ابن الصلاح، وغيره (١)، وجمع بين الابتداءين عملا بالروايتين، وإشارة إلى أنه لا تعارض بينهما إذ الابتداء حقيقي، وإضافي فبالبسملة حصل الحقيقي (٢)، وبالحمدلة حصل الإضافي، وقدم البسملة عملا بالكتاب، والإجماع.

والحمد لغة: هو الثناء باللسان (٣) على الجميل الاختياري على جهة التبجيل سواء أتعلق بالفضائل أم بالفواضل، وعرفا فعل ينبئ عن تعظيم المنعم لكونه منعما على الحامد أو غيره فيتناول القول، والفعل.

قال بعض المحققين من الصوفية: وهو بالفعل أقوى منه بالقول لأن


(١) رواه أبو داود"٤/ ٢٦١"كتاب الأدب، باب الهدى في الكلام، حديث"٤٨٤٠"بلفظ "كل كلام لايبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم". ورواه ابن ماجة"١/ ٦١٠"كتاب النكاح باب خطبة النكاح حديث"١٨٩٤" بلفظ"كل أمر ذي بال لايبدأ فيه بالحمد: أقطع". ورواه أحمد في مسنده"٢/ ٣٥٩" حديث"٨٦٩٧" والدار قطني في سننه"١/ ٢٢٩"وقال: تفرد به قرة عن الزهري عن أبي سلمة عن أبي هريرة وأرسله غيره عن الزهري عن النبي وقرة ليس بقوي في الحديث ورواه أيضا ابن حبان"١/ ١٧٣"حديث"١"بلفظ: فهو أقطع والبيهقي في الكبرى"٦/ ١٢٧"حديث"١٠٣٢٨". والحديث ضعفه الشيخ الألباني.
(٢) "قوله: فالبسملة حصل الحقيقي إلخ" أو يحمل الابتداء على العرفي الممتد أو أن الباء في الحديثين للاستعانة ولا شك أن الاستعانة بشيء لا تنافي الاستعانة بآخر، أو للملابسة ولا يخفى أن الملابسة تعم وقوع الابتداء بالشيء على وجه الجزئية وبذكره قبل الابتداء بالشيء بلا فصل، فيجوز أن يجعل أحدهما جزءا ويذكر الآخر قبله بدون الفصل فيكون آن الابتداء آن التلبس بهما.
(٣) "قوله: هو الثناء باللسان إلخ" فدخل في الثناء الحمد وغيره وخرج باللسان الثناء بغيره كالحمد النفسي وبالجميل الثناء باللسان على غير الجميل إن قلنا برأي ابن عبد السلام أن الثناء حقيقة في الخير والشر، وإن قلنا برأي الجمهور أنه حقيقة في الخير فقط ففائدة ذكر ذلك تحقيق الماهية أو دفع توهم إرادة الجمع بين الحقيقة والمجاز عند من يجوزه، وبالاختياري المدح فإنه يعم الاختياري وغيره تقول مدحت اللؤلؤة على حسنها دون حمدتها، وعلى جهة التبجيل متناول للظاهر والباطن إذ لو تجرد الثناء على الجميل عن مطابقة الاعتقاد أو خالفه أفعال الجوارح لم يكن حمدا بل تهكم أو تمليح وهذا لا يقتضي دخول الجوارح والجنان في التعريف لأنهما اعتبرا فيه شرطا لا شطرا ش.