البسيط في المذهب، ثم اختصر البسيط في كتاب سماه الوسيط (١)، واختصر الوسيط في كتاب الوجيز، ثم جاء الإمام الرافعي (٢) فشرح الوجيز شرحين، أحدهما صغير، ويُسَمَّى بالشرح الصغير، والثاني كبير ويُسَمَّى «فتح العزيز في شرح الوجيز»، ثم جاء الإمام النووي رحمة الله تعالى عليه (٣) واختصر فتح العزيز في
= أنظر أهل زمانه، وجلس للإقراء في حياة إمامه، وصنف وبعد وفاة الإمام حضر مجلس نظام الملك فأقبل عليه وحل منه محلا عظيما فولاه نظامية بغداد فدرس بها مدة ثم تركها وحج ورجع إلى دمشق وأقام بها عشر سنين، وصنف فيها كتبا يقال: إن الإحياء منها ثم سار إلى القدس والإسكندرية ثم عاد إلى وطنه بطوس مقبلا على التصنيف والعبادة ونشر العلم ودرس بنظامية نيسابور مدة ثم تركها وبني خانقاه للصوفية ومدرسة للمشتغلين وأقبل على النظر في الأحاديث خصوصا البخاري. توفي - رحمه الله تعالى - في جمادى الآخرة سنة خمس وخمسمائة. طبقات ابن قاضي شهبة (٢٩٣/ ٢). (١) كتاب الوسيط في المذهب للإمام الغزالي وهو من أبرز الكتب الفقهية في الفقه الشافعي بخاصة، وفي الفقه الإسلامي بعامة. ويعتبر هذا الكتاب - بحق - الحلقة الوسطى في تطوير التصنيف في المذهب الشافعي. قال النووي في مقدمة كتابه التنقيح: وقد أكثر العلماء من أصحابنا الشافعيين ﵏ في تصنيف الفروع من المبسوطات والمختصرات، وأودعوا فيها من الأحكام والقواعد والنفائس الجليلة ما هو معلوم مشهور لأهل العنايات، ومن أحسنها جمعا وترتيبا، وإيجازا وتلخيصا، وضبطاً وتقعيداً، وتأصيلاً وتمهيداً الوسيط للإمام أبي حامد الغزالي ﵀. وشرحه محيي الدين أبو سعيد النيسابوري وسماه المحيط في شرح الوسيط والعلامة ابن الرفعة وسماه (المطلب العالي في شرح وسيط الغزالي)، والقمولي وسماه (البحر المحيط في شرح الوسيط) وغيرهم. وقد وفقني الله تعالى لتحقيقه تحقيقاً وافيا بالاشتراك مع الأستاذ أحمد محمود. انظر الوسيط في المذهب بتحقيقنا (١/ ١١ - ٢٣). (٢) الرافعي: هو شيخ الإسلام وإمام الدين أبو القاسم عبد الكريم بن محمد القزويني الرافعي صاحب «فتح العزيز في شرح الوجيز» الذي برز فيه على كثير ممن تقدمه، وحاز قصب السبق فلا يدرك شأوه إلا من وضع يديه حيث وضع قدمه. ولد سنة (٥٥٧ هـ) وتفقه على والده وغيره، وسمع الحديث من جماعة. قال عنه الإسنوي: صاحب شرح الوجيز الذي لم يُصَنَّف من المذهب مثله، وكان إماما في الفقه والتفسير والحديث والأصول وغيرها، كان طاهر اللسان في تصنيفه، كثير الأدب، شديد الاحتراز في المنقولات. وقال ابن الصلاح: أظن أني لم أر في بلاد العجم مثله، كان ذا فنون، حسن السيرة، جميل الأمر. وهو منسوب إلى رافع بن خديج ﵁، توفي ﵀ سنة (٦٢٤ هـ). ومن تصانيفه بالإضافة إلى «فتح العزيز»، «الشرح الصغير»، «المحرر»، «شرح مسند الشافعي»، و «الأمالي» وغير ذلك. انظر ترجمته في الأعلام للزركلي (٤/ ٥٤). (٣) الإمام النووي: هو الشيخ محيي الدين أبو زكريا يحيى بن شرف النووي شيخ المذهب وكبير الفقهاء في زمانه، ولد بـ «نوى» قرية من قرى «حوران» بـ «سوريا» سنة (٦٣١ هـ) قرأ القرآن ببلده وختم وقد ناهز الاحتلام، ثم قدم دمشق فشرع في قراءة «التنبيه»، فيقال: إنه قرأه في أربعة أشهر ونصف وقرأ ربع العبادات من «المهذب» في بقية السنة، ثم لزم المشايخ تصحيحاً وشرحاً =