للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رواه مسلم مع خبر "خذوا عني مناسككم" (١) "فإن عكس" بأن جعله على يمينه، ومشى أمامه "لم يصح وكذا لو استقبله" أو استدبره "وطاف معترضا أو جعله على يمينه ومشى القهقرى" لمنابذته لما ورد الشرع به.

الواجب "الثالث خروج جميعه عن جميع البيت" قال تعالى ﴿وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج ٢٩] وإنما يكون طائفا به إذا كان خارجا عنه، وإلا فهو طائف فيه "وكذا عن جميع الحجر" بكسر الحاء وإسكان الجيم المحوط بين الركنين الشاميين بجدار قصير، بينه وبين كل من الركنين فتحة لأنه إنما طاف خارجه وقال "خذوا عني مناسككم" ولخبر الصحيحين عن عائشة قالت: سألت رسول الله عن الجدر وفي رواية لمسلم عن الحجر أمن البيت هو قال "نعم" قلت فما بالهم لم يدخلوه في البيت قال "إن قومك قصرت بهم النفقة" قلت فما شأن بابه مرتفعا؟ قال: "فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا، ولولا أن قومك حديث عهد في الجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم أن أدخل الجدر في البيت وأن ألصق بابه بالأرض لفعلت" (٢) وظاهر الخبر أن الحجر جميعه من البيت قال في الأصل، وهو قضية كلام كثير من الأصحاب وظاهر نص المختصر لكن الصحيح أنه ليس كذلك بل الذي هو من البيت قدر ستة أذرع تتصل بالبيت


= وقد يكون على جنبه الأيمن، وقد يكون على جنبه الأيسر فهذه ستة عشر حالة أيضا ومجموعها اثنان وثلاثون ويغلب وقوعها في المحمول لمرض أو غيره وخصوصا الأطفال، ولم يصرح بحكم التنكيس والاستلقاء وكونه على وجهه ومقتضى إطلاقه جوازها إذا كان البيت على يساره سواء مشى تلقاء وجهه أو رجع القهقرى والمتجه خلافه فإنه منابذ للشرع فكان ينبغي أن يقول منتصبا ماشيا تلقاء وجهه قال ابن العراقي قد صرح بالثاني فقال: وهو تلقاء وجهه وقال ابن النقيب الذي يظهر صحته مع العذر فإن المريض المحمول قد لا يتأتى حمله إلا كذلك بل قد لا يتأتى حمله إلا ووجهه أو ظهره إلى البيت لتعذر اضطجاعه إلا كذلك "فائدة "سئل البلقيني عن الحكمة في أن ربنا ينزل على بيته الحرام في كل يوم مائة وعشرين رحمة من ذلك للطائفون ستون وللمصلين أربعون وللناظرين عشرون فأجاب: الطائفون يجمعون بين ثلاث: طواف وصلاة ونظر فصار لهم بذلك ستون والمصلون فاتهم الطواف فصار لهم أربعون والناظرون فاتهم الصلاة والطواف فصار لهم عشرون.
(١) سبق تخريجه.
(٢) رواه البخاري كتاب الحج باب فضل مكة وبنيانها حديث "١٥٨٤" ومسلم كتاب الحج باب جدر الكعبة وبابها حديث "١٣٣٣".