زاد على ذلك لم يكره" لما في الصحيحين أن ابن عمر كان يزيد في تلبية رسول الله ﷺ لبيك لبيك وسعديك والخير بيديك والرغباء إليك والعمل زاد الترمذي بعد بيديك لبيك (١)، وهو ما أورده الرافعي "ثم يصلي" ويسلم ندبا بعد فراغه من تلبيته "على النبي ﷺ" قال تعالى ﴿وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ﴾ [الشرح: ٤] أي لا أذكر إلا وتذكر معي "بصوت أخفض" من صوت التلبية ليتميز عنها قال الزعفراني ويصلي على آله أيضا كما في التشهد "و" بعد ذلك "يسأل رضوان الله والجنة ويستعيذه" تعالى "من النار" ندبا كما رواه الشافعي وغيره عن فعله ﷺ لكن قال في المجموع والجمهور ضعفوه "ويدعو" بعد ذلك ندبا "بما أحب" دينا ودنيا قال الزعفراني فيقول: اللهم اجعلني من الذين استجابوا لرسولك وآمنوا بك ووثقوا بوعدك ووفوا بعهدك واتبعوا أمرك اللهم اجعلني من وفدك الذين رضيت وارتضيت وقبلت اللهم يسر لي أداء ما نويت وتقبل مني يا كريم.
"ولا يتكلم فيها" أي في التلبية بأمر أو نهي أو غيرهما "إلا برد السلام" فإنه مندوب وتأخيره عنها أحب، وقد يجب الكلام في أثنائها للضرورة كما لا يخفى "ويكره التسليم عليه" في أثنائها لأنه يكره له قطعها "وإن رأى ما يعجبه قال" ندبا "لبيك إن العيش عيش الآخرة" قاله ﷺ حين وقف بعرفات (٢) ورأى جمع المسلمين رواه الشافعي وغيره بإسناد صحيح عن مجاهد مرسلا، ومعناه أن الحياة المطلوبة الهنية الدائمة هي حياة الدار الآخرة وقيل معناه العمل بالطاعة ويستحب أن يقول ذلك إذا رأى ما يهمه لما روى الشافعي في الأم أنه ﷺ قاله في أسر أحواله وفي أشد أحواله فالأول في وقوفه بعرفة، والثاني في حفر الخندق "ويترجم" بما ذكر من التلبية وما بعدها "العاجز" عنه لا القادر كما في تسبيح الصلاة.
(١) انظر الحديث السابق وهذه الزيادة إنما وجدتها في مسلم دون البخاري والحديث أخرجه الترمذي "٣/ ١٨٧" كتاب الحج باب ما جاء في التلبية "٨٢٥". (٢) "قوله قاله ﷺ حين وقف بعرفات" قال في المهمات ودعواه ثبوته ممنوعة بل هو مرسل فإن الشافعي رواه بسند صحيح عن مجاهد عن النبي ﷺ هكذا ذكره البيهقي ا هـ واعترض بأن هذا الحديث رواه ابن خزيمة والحاكم والبيهقي من حديث عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ﷺ وقف بعرفات فقال "اللهم لبيك إن الخير خير الآخرة" ذكره ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي.