للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عند المساجد المعروفة بمساجد عائشة بينه وبين مكة فرسخ وسمي بذلك; لأن على يمينه جبلا يقال له نعيم وعلى شماله جبلا يقال له ناعم والوادي نعمان "ثم الحديبية" بتخفيف الياء أفصح من تثقيلها وهي اسم لبئر هناك بين طريق جدة وطريق المدينة بين جبلين على ستة فراسخ من مكة وذلك لأنه هم بالاعتمار منها فصده الكفار فقدم فعله، ثم أمره، ثم همه كذا قال الغزالي: إنه هم بالاعتمار من الحديبية قال في المجموع، والصواب (١) أنه كان أحرم من ذي الحليفة إلا أنه هم بالدخول إلى مكة من الحديبية كما رواه البخاري "وإنما أعمر عائشة من التنعيم" ومع أن الإحرام من الجعرانة أفضل لضيق الوقت، أو لبيان الجواز من أدنى الحل وليس التفضيل لبعد المسافة فإن الجعرانة والحديبية مسافتهما إلى مكة واحدة: ستة فراسخ والتنعيم مسافته إليها فرسخ كما مر فهو أقرب إليها منهما فإن لم يحرم من أحد الثلاثة ندب أن يجعل بينه وبين الحرم بطن واد، ثم يحرم كما في التتمة وغيرها وحكاه في الإبانة عن الشافعي.

"وإذا أحرم بها من مكة وتمم" أفعالها "ولم يخرج" إلى الحل قبل تلبسه بفرض منها "أجزأه" ما أحرم به "ولزمه الدم" لأن الإساءة بترك الإحرام من الميقات إنما تقتضي لزوم الدم لا عدم الإجزاء "ومتى عاد" يعني خرج إلى الحل "قبل التلبس بفرض سقط" عنه الدم لما مر.


(١) "قوله قال في المجموع والصواب إلخ" يجمع بينهما بأنه هم أولا بالاعتمار منها ثم بعد إحرامه هم بالدخول منها.