للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"و" ستحب "أن يكني الرجل" عبارة الروضة من له أولاد "بأكبر أولاده" فقد كني النبي بأبي القاسم بابنه القاسم وكان أكبر بنيه قال النووي في أماليه وكناه جبريل أبا إبراهيم وروى أبو داود وغيره أن أبا شريح لما وفد إلى رسول الله مع قومه سمعهم يكنونه بأبي الحكم فدعاه رسول الله فقال: "إن الله هو الحكم وإليه الحكم لم تكنى أبا الحكم فقال إن قومي إذا اختلفوا في شيء أتوني حكمت بينهم فيرضى كلا الفريقين فقال ما أحسن هذا فما لك من الولد؟ قال: لي شريح ومسلم وعبد الله قال فمن أكبرهم قلت شريح قال فأنت أبو شريح" (١).

"والأدب" للإنسان "أن لا يكني نفسه في كتاب وغيره إلا إن كانت" أي الكنية "أشهر من الاسم" أو لا يعرف بغيرها كما فهم بالأولى وصرح به في الروضة وعلى ذلك حمل خبر الصحيحين أن أم هانئ أتت النبي واسمها فاختة وقيل: فاطمة وقيل: هند فقال من هذه قالت أنا أم هانئ (٢) وخبرهما أيضا عن أبي ذر واسمه جندب قال جعلت أمشي خلف النبي في ظل القمر فالتفت فرآني فقال من هذا؟ فقلت أبو ذر (٣).

"ويحرم تلقيبه بما يكره، وإن كان" ما لقب به "فيه" كالأعمش والأعمى قال تعالى ﴿وَلا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ [لحجرات: ١٢] أي لا يدعو بعضكم بعضا بلقب يكرهه ومن ذلك ترخيم الاسم وبه صرح في الروضة "ويجوز ذكره" اللقب المذكور "بنية التعريف" لمن لا يعرفه إلا به.

"ويستحب أن يكف الصبيان أول ساعة من الليل، وأن يخمر" أي يغطي "الآنية، ولو بشيء كعود يعرض عليها و" أن "يوكي القرب و" أن "يغلق الباب" وأن يكون فاعل ذلك "مسميا لله تعالى في الثلاثة وأن يطفئ المصباح


(١) صحيح رواه أبو داود "٤/ ٢٨٩" كتاب الأدب باب في تغيير الاسم القبيح حديث "٤٩٥٥" والنسائي "٨/ ٢٢٦" حديث "٥٣٨٧".
(٢) رواه البخاري كتاب الغسل باب التستر عند الناس حديث "٢٨٠" ورواه مسلم كتاب الحيض باب تستر المغتسل بثوب ونحوه حديث "٢٣٦".
(٣) رواه البخاري كتاب الررقاق باب المكثرون هم المقلون حديث "٦٤٤٣" ومسلم كتاب الزكاة باب الترغيب في الزكاة حديث "٩٤".