إلى مسجدِ المُصطَفَى، وفزعتُ إلى الصلاةِ والدعاءِ والاستغفارِ والتضرُّعِ والبكاءِ حتَّى كانَ عندَ العصرِ فجاءني الغلامُ الأسودُ فآذنني بجنازتِهِمَا، فقال: أحضُرُ الصلاةَ عليهما ودفنَهُمَا، فحضرتُ وسألتُ عنهما، فقيلَ لي: من ولدِ الحسينِ بنِ عليِّ بنِ أبي طالبٍ -رضي الله عنه-.
قالَ أبو عامرٍ: فما زلتُ جَزِعًا مما جنيتُ حتى رأيتُهُمَا في المنامِ عليهما حُلَّتانِ خضراوانِ، فقلتُ: مرحبًا بكما وأهلًا، فما زلتُ حذرًا مما وعظتُكُمَا بِهِ، فما صنعَ الله بكمَا؟ فقالَ الشَّيخُ:
أنت شريكي في الَّذِي نلتُهُ … مُستاهلًا ذاكَ أبا عامرِ