مؤذِّنُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم-، استخلفَه على المدينةِ -في غير غزوةٍ - ثلاثَ عشرةَ مرَّةً، وقيلَ: إنَّهُ كانَ معه اللِّواءُ (٢) يومَ القادسيةِ، واستُشهد يومئذٍ؛ لكنْ قالَ ابنُ سعدٍ: إنَّه رجعَ إلى المدينةِ بعدَها، ولم نسمعْ له بذكرٍ بعدَ عُمرَ.
وطوَّلَ ابنُ سعدٍ (٣) ترجمتَه، وقالَ الواقديُّ: إنَّه رجعَ مِن القادسيةِ إلى المدينةِ، فماتَ بها، ولم نسمعْ له بذكرٍ بعدَ عمرَ بنِ الخطَّابِ.
ذكرَه ابنُ حِبَّانَ (٤) في العبادلةِ في الصَّحابةِ؛ وقالَ: كانَ اسمُه الحُصينَ، فسمَّاه النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عبدَ الله، ومنهم مَنْ زعمَ أنَّ اسمَه عَمروٌ، وَمنْ قالَ: هو عبدُ الله بنُ زائدةَ، فقد نسبَه إلى جدِّه، وقالَ ابنُ سعدٍ: أمَّا أهلُ المدينةِ فيقولون: اسمُه عَبدُ الله، وأمَّا أهلُ العراقِ والكلبيُّ فيقولون: اسمُه عَمروٌ، ثمَّ اتفقوا على نسبِه فقالوا: ابنُ قيسِ بنِ زائدةَ.
وكانَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يستخلفُه على المدينةِ يصلِّي بالنَّاسِ في عامَّةِ غزواتِه.