هاجرَ في الهُدنةِ (٣) إلى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- هو وخالدُ بنُ الوليدِ بنِ المُغيرةِ، فلقِيَا عمروَ بنَ العاصِ مُقبلًا مِن عندِ النَّجاشيِّ، يريدُ الهِجرةَ إلى النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فلقَوهُ بالهَدَّة (٤)، فاصطَحَبُوا جَميعًا حتَّى قَدِمُوا على النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، فقال حِينَ رآهُم:"رَمَتْكُم مكَّةُ بأفلاذِ كبدِها"(٥). يقول: إنَّهم وُجوهُ أهلِ مكَّةَ، ودَفعَ النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إليهِ وإلى شيبةَ مِفتاحَ الكعبةِ، وقالَ:"خذُوهَا يا بنِي طلحةَ خالدةً تالدةً، لا يأخذُها مِنكم إلا ظالمٌ"(٦)، ثُمَّ نزلَ عثمانُ المدينةَ، وتحوَّلَ مِنهَا بعدَ الوفاةِ النَّبويَّةِ إلى مَكَّةَ، وسكنَهَا حتَّى ماتَ سنةَ اثنتَينِ، وقيلَ: أربعِينَ، وهو عندَ مُسلمٍ في المكيِّين (٧).
(١) "تهذيب الكمال" ١٩/ ٣٩٤، و "تهذيب التهذيب" ٥/ ٤٨٧. (٢) "تهذيب الكمال" ١٩/ ٣٩٥، و"الإصابة" ٢/ ٤٦٠. (٣) هُدنة الحديبية. (٤) الهَدَّة: بالفتحِ ثمَّ التشديدِ: موضعٌ بين مكة وعسفان على طريق المدينة، انظر: "معجم معالم الحجاز" ٩/ ١٦٢. (٥) تقدم في المجلد الثاني، ص ٤١٧. (٦) أخرجه الطبراني في "الأوسط" ١/ ١٥٥، وقال الهيثمي في "المجمع" ٣/ ٢٨٥: فيه عبد الله بن المؤمل وثقه ابن حبان في "ثقاته" وقال يخطئ ووثقه ابن معين في رواته وضعفه جماعة. (٧) "الطبقات" ١/ ١٦٣ (١٩٣).