عليهم، وهو مُسجَّى (١)، وكان الماجشون يكونُ معَ عمرَ، فقالَ له عبدُ اللهِ بنُ عروةَ (٢): كانَ صاحبُكَ في مِريةٍ مِن موتِه، اكشفوا عنه، فكشفوا، فلمَّا رآه رجعَ إلى عمرَ، قال الماجشون: فوجدتُه كالمرأةِ الماخضِ (٣) قائمًا وقاعدًا، فقال لي: ما وراءَكَ؟ فقلتُ: ماتَ الرَّجلُ، فسقطَ إلى الأرضِ فزعًا، واسترجعَ، فلم يزلْ يُعرفُ فيه حتَّى ماتَ، واستعفى مِن المدينة، وامتنعَ عن الولايةِ، وكانَ إذا قيلَ له: إنَّكَ فعلتَ، فأبشرْ يقولُ: فكيفَ بخُبيبٍ؟ وهو في "التهذيب"(٤) لتخريج النَّسائي (٥) له.
جدُّ الذي قبله، ممَّن شهد بدرًا، ومِن حديثه عن النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- (٧): "إنَّا لا نستعينُ
(١) في الأصل: مستحي. (٢) عبد الله بن عروة بن الزبير، تأتي ترجمته في حرف العين. (٣) الماخض: التي أخذها الطلْق، قال في "القاموس": مخض: ومخَّضتْ تمخيضًا: أخذها الطلق. (٤) "تهذيب الكمال" ٨/ ٢٢٣، و "تهذيب التهذيب" ٢/ ٥٥٠ - ٥٥١. (٥) في "السنن الكبرى" كتاب الزينة، النهي عن لبس المعصفر ٨/ ٤٢٠ (٩٥٧٧). قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذب" ٢/ ٥٥١: روى له النَّسائيّ حديثًا واحدًا في صبغ الثياب بالزعفران، ولم يُسمِّه في روايته، بل قال: عن ابن عبد الله، وسمَّاه أبو صالحٍ كاتب الليث في روايته لذلك الحديث، رواه سمُّويه في "فوائده"، لكنه لم يقل: ابن الزبير. وانظر: "تحفة الأشراف" (١٦٠٦٦). (٦) "أسد الغابة" ١/ ٥٩٥، و "الإصابة" ١/ ٤١٨. (٧) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" ١٧/ ٥٩٢ (٣٣٨٣٤)، وابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني" ٥/ ٧٤ (٢٥٧٣) بهذا السند.