حليفُ بني زُهْرَة، وأمُّه: أمُّ عبدٍ، هُذَلِيَّةٌ أيضًا، كانَ من السَّابقين الأوَّلينَ، شهدَ بدرًا والمشاهدَ كلَّها، وأجهزَ على أبي جهلٍ يومَ بدرٍ، وكانَ صاحبَ نعلِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم- (٢)، بل كانَ يدخلُ عليه ويخدمُه ويلزمُه (٣)، وتلقَّنَ مِن فيه سبعينَ سورةً (٤).
ومناقبُه جمَّةٌ تحتملُ كراريسَ، بل يمكنُ أنْ تكونَ سيرتُه -كما قالَ الذَّهبيُّ (٥):- في نصفِ مجلَّدٍ. فلقد كانَ مِن سادةِ الصَّحابةِ، وأوعيةِ العلمِ، وأئمةِ الهدى، قال -صلى الله عليه وسلم-: " [رضيتُ لأمَّتي](٦) ما رضيَ لها ابنُ أمِّ عَبْدٍ"(٧)، وقالَ هو: لو أعلمُ أحدًا أحدثَ بالعَرضةِ الأخيرةِ منّي تنالُه الإبلُ لرحلتُ إليه (٨).
(١) "الطبقات الكبرى" ٣/ ١٠٦، و "الاستيعاب" ٣/ ١١٠. (٢) أخرج الطبرانيُّ في "المعجم الكبير" ٩/ ٧٧ (٨٤٥١) مِن طريقِ عبدِ الله بنِ شَدَّادِ بن الْهَادِ أَنَّ عَبْدَ الله -رضي الله عنه- كان صَاحِبَ الْوِسَادِ، وَالسِّوَاكِ، وَالنَّعْلَيْنِ. (٣) أخرج مسلمٌ نحوه في كتاب السلام، بَاب: جَوَازِ جَعْلِ الإذْنِ رَفْعَ حِجَابِ أو نَحْوِهِ من الْعَلامَاتِ ٤/ ١٧٠٨ (٢١٦٩). (٤) أخرجه البخاريُّ في فضائل القرآن، باب: القرَّاء مِن أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، (١٠٨٨)، ومسلمٌ كتاب فضائل الصحابة، بَاب: من فَضَائِلِ عبد الله بن مَسْعُودِ وَأُمِّهِ رضي الله تَعَالَى عنهما ٤/ ١٩١٠ (٢٤٦٢). (٥) في "تذكرة الحفاظ" ١/ ١٦. (٦) ما بين المعكوفين سقط من الأصل، والتصويب من مصادر تخريج الحديث. (٧) أخرجه الحاكم في "المستدرك" ٣/ ٣٥٩، وقال: هذا إسنادٌ صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (٨) أورده السيوطي في "الدر المنثور" ١/ ٢٥٩، وعزاه لابن الأنباري.