١٨٦٢ - عبدُ الله بنُ أبي بكرٍ الصِّدِّيق ابنِ أبي قُحافةَ (٢).
واسمُ أبي بكرٍ: عَبدُ الله، وأبي قُحافةَ: عثمانُ بنُ عامرِ بنِ كعبِ بنِ سعدِ بنِ تَيمِ بنِ مُرَّةَ القُرشيُّ التَّيميُّ. قالَ الزُّبير بنُ بكَّارٍ: قُتِلَ يومَ الطَّائفِ شهيداً، أصابَه سهمٌ فماطله حتَّى ماتَ بالمدينةِ بعدَ وفاةِ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - في خلافةِ أبيه في شوَّالٍ سنةَ إحدى عشرةَ، وهو الذي كانَ يأتي النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وأباه وهما في الغارِ بزادِهما وأخبارِ مكة إذا أمسى، وأسلم قديماً. قالَ ابنُ عبدِ البَرِّ (٣): ولم يُسمع له بمشهدٍ إلا شهودُه الفتحَ، وحُنيناً، والطائفَ، ورُمي فيه بسهمٍ، واندملَ جرحُه، ثمَّ انتقضَ فماتَ منه في أوَّلِ خلافةِ أبيه، وكانَ اشترى الحُلَّةَ التي أرادوا تكفينَ النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فيها بتسعةِ دنانيرَ ليكفَّنَ فيها، ثمَّ رغبَ عنها، وقالَ: لو كانَ فيها خيرٌ؛ لكُفِّنَ فيها النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -.
وكان تزوَّجَ عاتكةَ ابنةَ زيدِ بنِ عمروِ بنِ نُفيل، وله معها قصِّة (٤).
(١) "تهذيب الكمال" ١٤/ ٣٤٦، و"تهذيب التهذيب" ٤/ ٢٤٩. (٢) "الإصابة" ٢/ ٢٨٣. (٣) "الاستيعاب" ٢/ ٢٥٨. (٤) وخبره: أنه تزوَّج عاتكة، وكان بها معجباً، فشغلته عن أموره، فقال له أبوه: طلِّقها، فطلَّقها، ثمَّ ندم، فقال: أعاتكُ لا أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ … وما لاحَ نجمٌ في السَّماء محلِّقُ لها خُلقٌ جزلٌ، ورأيٌ ومنصبٌ … وخَلْقٌ سَوِىٌّ في الحياء مصدَّقٌ ولم أرَ مثلي طلَّق اليومَ مثلها … ولا مثلها في غير شيءُ تطلقُ فرقَ له أبو بكر، فأمره بمراجعتها، ومات وهي عنده. "الإصابة" ٢/ ٢٨٣.