الماضي أبوه. أقامَ عندَه بالمدينةِ مساعدًا له على وقتِه، مع اشتغالِه بالعلمِ، ومشاركتِه في فنونٍ، ثمَّ بعدَ أبيه ضمَّ شملَ عيالِه، وأضافَهم لعيالِه، وارتكبَ بسببِ كثرتِهم وقلَّةِ شفقتِهم عليه ديونًا عظيمةً، بحيثُ عزمَ على التَّوجُّهِ لمصرَ لِثقلِ ديونِه، فمرضَ قبلَ السَّفرِ بيومٍ، وأقامَ متمرِّضًا أيامًا يسيرةً، ثمَّ ماتَ، وذلكَ في سنةِ اثنتين وستين وسبعِ مئةٍ، وبحُسنِ نيِّته رزقَه الله (٤) مَن قضى دينَه بالمصالحةِ لأربابِها، وهو الشَّيخُ أبو بكرِ بنُ قرنيعَ مِن تجَّارِ اليَمنِ، ذوي المعروفِ، مِن غيرِ سبق معرفةٍ بينهما.
بل أخبرَنا العلَّامةُ الشَّمسُ الخوارزميُّ -وكانَ عندَنا مجاورًا- أنَّه رأى النَّبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في النَّومِ وقد جمعَ غرماءَ عبدِ اللهِ، وصارَ يتعطَّفُهم، ويأمرُهم بالإسقاطِ عنه،
(١) "تاريخ دمشق" ٢٨/ ١٣٤. (٢) "الثقات" ٧/ ٤٤. (٣) "غاية النهاية" ١/ ٤١٩. (٤) تحرَّفت في المطبوعة تحرفًا عجيبا، فالعبارة فيها: وتحسن بيته إذ رزقه الله من قضى دينه!؟