صاحبُ الوقعةِ بفخٍّ ظاهرِ مكَّةَ (٣)، ظهرَ بالمدينةِ في سنةِ تسعٍ وستين ومئةٍ، وطردَ عنها عاملَ المهديِّ، وسببُ ذلك أنَّ الهادي (٤) استعملَ على المدينة عمرَ بنَ عبد العزيز بنِ عبدِ الله بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ العُمريَّ، فلمَّا وَلِيَها أخذَ أبا الزِّفتِ الحسنَ بنَ محمَّدِ بنِ عبدِ الله بَنِ الحسنِ، ومسلمَ بنَ جُندبٍ الهذليَّ، الشَّاعرَ، وعمرَ بنَ سلامٍ مولى آلِ عمرَ علَى شَرابٍ لهم، فأمرَ بهم فضُربوا جميعًا، وجعلَ في أعناقِهم حِبالًا،
(١) عمرُ بنُ محمَّدِ بنِ فهدٍ، المكيُّ، محدِّثُ مكة، ومؤرِّخها، له: "معجم الشيوخ"، و "إتحاف الورى بأخبار أم القرى"، مولده سنة ٨١٢، ووفاته سنة ٨٨٥ هـ. "الضوء اللامع" ٦/ ١٢٦، و "القبس الحاوي" ٢/ ٢٩، وترجم لنفسه في "معجم الشيوخ"، ص: ١٩١. (٢) في المخطوطة: أم الحسن، وهو خطأ. ذكرها المؤلف في "الضوء اللامع" ١٢/ ١٤١ باختصار. (٣) القصة كلها مأخوذة من "الكامل" لابن الأثير ٦/ ٩٠. (٤) الخليفة العباسيُّ، موسى الهادي، كان غيورًا شديد البطش، بويع له بالخلافة سنة ١٦٩ هـ، وقتل سنة ١٧٠ هـ. "الفخري"، ص: ١٩١.