من طريق ابن عينية، عن هشامِ بنِ عروةَ، عن أبيهِ، عن زينبَ ابنةِ أبي سلمةَ، عن أمِّها أمِّ سلمةَ قالت: دخلَ عليَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، وعندي مخنَّثٌ … الحديثَ.
ويروى أنَّه -صلى الله عليه وسلم- نفاه لكلمتين تكلَّمَ بهما تشبُهُ كلامَ النِّساء لمَّا قدِمَ المدينةَ، إلى جبلٍ يقالُ له: عَيرٌ، عندَ ذي الحُليفة، وكانَ كذلكَ إلى زمانِ عمرَ، فجَهِدَ، فرخَّصَ له أنْ يدخلَ المدينةَ يومَ الجمعةِ؛ ليُتصدَّقَ عليه، بل قيل: إنَّه شفعَ له ناسٌ عندَ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، وقالوا: إنَّه يموتُ جوعًا، فأذنَ له في الدُّخولِ كلَّ جمعةٍ يستطعمُ، ثمَّ يلحقُ بمكانِه، فلم يزلْ هناك حتَّى ماتَ، وقد قالَ أبو عبيدٍ البكريُّ في "شرح أمالي القالي"(١): كانَ بالمدينةِ ثلاثةٌ مِن المخنَّثين، يدخلون على النِّساءِ، فلا يحجبُهم: هِيتٌ، وهدمٌ، وماتع (٢).
[٤٤٦٢] الهيثمُ بنُ سنانٍ (٣)
ذكرَه مسلمٌ (٤) تلوَ الذي بعدَه في ثالثةِ تابعي المَدنيّينَ.
(١) "سمط اللآلي شرح أمالي القالي" ١/ ٤٢١. (٢) قال ابن الأثير: وقيل: اسم هيت ماتع. "أسد الغابة" ٤/ ٦٤٧. (٣) "تهذيب الكمال" ٣٠/ ٣٨٦. (٤) "الطبقات" ١/ ٢٤٦ (٨٤٤).