ويروى أنَّ أمَّه قالت له: يا بنيَّ، لولا أني أعرفُكَ صغيرا طيِّبًا، وكبيرًا طيِّبًا، لظننتُ أنَّك أذنبتَ ذنبًا مُوبقا لما أراك تصنعُ بنفسك، فقال لها: يا أُمَّتاه، وما يؤمنِّي أن يكون الله اطَّلع عليَّ، وأنا في بعضِ ذنوبي، فَمَقَتَنِي، فقال: اذهبْ، فلا أغفرُ لك، مع أنَّ عجائبَ القراَنِ تورِدُني على أمورٍ، حتَّى إنَّه لينقضي اللَّيلُ، ولم أفرُغْ مِن حاجتي.
ومواعظُهُ كثيرةٌ، وترجمتُهُ طويلةٌ، وكانَ مِمَّن جَمَعَ بين العلمِ والعمل. ماتَ سنةَ ثمانٍ ومِئَةٍ، أو سبعَ عشرةَ، أو غيرَ ذلكَ عن ثمانيةٍ وسبعينَ سنةً. وعن ابنِ حِبَّان: ماتَ بالمدينةِ سنة ثمانِ عشرةَ في المسجدِ، كانَ يقصُّ فسقط عليه، وعلى أصحابِهِ سقفُ المسجدٍ، فمات هو وجماعةٌ تحت الهَدْمِ عن ثمانينَ سنةً، وخرَّجَ له الأئمةُ، وذُكرَ في "التَّهذيب"(١)، ورابع " الإصابة"(٢)، و"تاريخ البخاري"(٣)، وابن أبي حاتم، و"ثقات ابن حِبَّان"، والعِجْلي.