وبين يدي الله تلتقي الخصوم، وقد صحبتُه كثيرًا، وسمعتُ من نظمِه ونثرِه ما كتبتُ منه جملةً في "المعجم"، و "الوفيات"، وغيرهما. وكتبتُ عنه القصيدةَ المشار إليها، وأودعتُها (١) في "الجواهر"(٢)، بل وسمعتُ من لفظِه غالبَ المرثية أيضًا، ولكنَّه لم يسمح لي بكتابتها لما قلتُ. ومن نظمه في مليحٍ مُنجِّمٍ:
لمحبوبي المنجِّمِ قلتُ يومًا … فَدَتْكَ النَّفسُ يا بدرَ الكمالِ
برَاني الهجرُ فاكشِفْ عن ضَميري … فهل يومًا أرى بَدري وفَى لي
وُلدَ في سنة اثنتين وثمان مئة بإِبْشِيط -بكسرِ الهمزة، ثمَّ موحَّدةٍ ساكنة، بعدها مُعجمةٌ ثم تحتانية وطاء مهملة- قريةٍ من قرى المحلَّة من الغربية (٤)، ونشأ بصندفا (٥).
(١) تحرَّفت في الأصل إلى: ولا وادعتها، والمثبت من "الضوء اللامع"، وهو الصواب. (٢) "الجواهر والدرر" ٣/ ١٢٣٤، طبع دار ابن حزم، وعنوَن المؤلف للقصيدة ثمَّ ترك بياضًا مكانها. وقال المحقق: كذا في جميع المخطوطات بياض. (٣) ترجم له في "الضوء اللامع" ١/ ٢٣٥، وتوسِّع هنا، فأضاف كثيرًا في النصف الثاني للترجمة. (٤) من قرى المحلة بمصر. (٥) من الغربية بمصر. انظر: "إنباء الغمر" ١/ ٢٠٣.