قال البخاريُّ (٢): هاجرَ مع أبيه، وروى ابنُ مَندهْ بسندِه أنَّه من المهاجرين، وأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه في سريةٍ، وقال ابنُ عبدِ البَرِّ في ترجمة أبيه (٣): إنَّه وُلد [له] بالحبشة أولاد، منهم: إبراهيم، وماتوا هناك، وقال غيرُه: بل خرجَ بهم أبوهم يريدُ المدينة، فشربوا من ماء، فماتوا (٤). ووجودُ ولدِه محمَّدٍ بعد هذا يردُّ عليهما، والله أعلم.
٢٦ - إبراهيمُ بنُ حبيبٍ (٥)، أبو إسحاقَ المدَنيُّ، ويلقَّب بابين، والدُ إسحاق، ووصيُّ الإمام مالكٍ (٦)، ممَّن ذكره الدَّارقطنيُّ في "الرُّواة عنه"، وقال عبدُ الرَّحمنِ بنُ مهديٍّ: إنَّ إبراهيم -وكان من أصحابِ مالك العُتُق- أخبره أنَّ مالكًا عاد له، وأنَّ ابن مهديٍّ كتب لإبراهيم: إنَّ رجلًا حدَّثَ عن مالكٍ في التَّسليم على النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أحاديث. قال ابنُ مَهديٍّ: فجاءني كتابه: إني سألتُ مالكًا، فلم يكنْ عنده إلا حديثُ عبدِ الرَّحمن بن القاسمِ، وأنكر ذا كلَّه.
(١) "الإصابة" ١/ ١٥. (٢) انظر: "التاريخ الكبير" ١/ ٢٢. (٣) "الاستيعاب" ١/ ٢٩٢. (٤) قال الحافظ ابن حجر: لعلَّه كان له ابنٌ آخرُ يقال له: إبراهيم، غيرُ إبراهيمَ والدِ محمدٍ، إذ كيف يهلك في ذلك الزمان من يولد له محمد بعد دهر طويل. "الإصابة" ١/ ١٥. (٥) انظر ترجمته: "ترتيب المدارك" ٢/ ١١٦ و "الديباج المذهب" ٨٣. (٦) قال ابن عبد البر: كان لمالك أربعة من البنين: يحيى، ومحمَّد، وحمّادة، وأم البهاء. فأوصى بمحمَّد وحمادة إلى إبراهيم بن حبيب، رجل من أهل المدينة. "ترتيب المدارك" ١/ ١١٦.