قالَ الذَّهبيُّ (١): وقد بَقِيَ إلى قربِ الستِّين ومئةٍ، فإنَّ عثمانَ أدركَهُ، وأبى أن يأخذَ عنهُ، وقد حدَّثَ عن نافعٍ، وعطاءِ بنِ أبِي رافعٍ، وجماعةٍ، وكانَ ذا اعتناءٍ بالعلمِ والرجالِ، وقد أخذَ عنهُ شعبةُ، فلما تبيَّنَ له أمرُهُ تركهُ.
وتعقبَّهُ شيخُنا (٢)، وقالَ: بل تأخَّرَ عنِ السِّتِّين؛ إذ شعبةُ ماتَ بَعدها.
وقالَ ابنُ عَديٍّ (٣): سمعتُ ابنُ عُقدةَ يثْنِي عليهِ، ويتجاوزُ الحدَّ في مَدحِهِ وإطرائِهِ، حتَّى قالَ: لو ظهَرَ علمُ أبي مريم ما اجتمعَ النَّاسُ إلى شُعبةَ. قال: وإنَّما مالَ إليهِ ابنُ عقدةَ هذا الميلَ لإفراطِهِ في التَّشيُّعِ.