الدُّنيا زيِّه، واشتُهر بينَ النَّاسِ الأعيان، ولم يزدْ على ذلكَ اللِّباسِ وهو عُريان، أظهرَ في المدينةِ آثارًا حميدة، ومشاعرَ سعيدة، وعمَّر المدرسةَ المذكورة، برفعِ أساطينِها (١)، ودَفعِ التَّخَلْخُلِ عن سُقوفِها ورواشينها، ولم تزلِ المدرسةُ في اصَلامِه محترمةَ الجَناب، محَميةَ الأعتاب، لا يسكنُها إلا الصُّلحاءُ والأخيار، والفقراءُ والأبرار، اشترى نخلًا وتقرَّبَ بوَقْفِه وحَبْسِه (٢)، بعدَ أن اجتهدَ في عمارته بمالِه ونفسِه، وكان قويَّ الخَلْقِ، شديدَ الباس، لا يُعاشرُ إلا بالإلطافِ والإيناس.
أحدُ البنَّائين بها، كان ممَّن حفرَ أساسَ منارةِ بابِ السَّلام، وقامَ في ذلك باجتهادِ شبلِ الدَّولةِ كافور (٣)، في سنة ستٍّ وسبعِ مئةٍ.
١٤٦ - إبراهيمُ المغربيُّ.
مؤدِّبُ الأبناء، ممَّن سمعَ في سنةِ سبعٍ وثلاثين وثمان مئةٍ على الجمال الكَازَرُوني في "البخاري".
(١) كذا في الأصل، وفي المغانم: إسطامها. أي عمودها والمعنى واحد. (٢) الأولى من الوقف والتَّحبيس أن يسدَّ فقره، ويستغنيَ بنفسه. (٣) كافور بن عبد الله الخُضَري، الملقب شِبلَ الدولة، توفي قبل السبعمائة. "نصيحة المشاور" ٥٣.