ممَّن وُلدَ بالمدينة، ونشأ بها، واشتغل فيها وفي غيرها، كالقاهرةِ ودمشقَ، وذُكِرَ بالفضيلةِ والعَجلةِ، وسمعَ بالمدينةِ على أبي الفرجِ المراغيِّ، وتزوَّجَ بابنةِ عبدِ الله بنِ صالحٍ، واستولدَها ابنَه جلالًا، وأخرى زُوِّجت في غيبتِه بغيرِ إذنِه، فارتحل لمَصرَ للشَّكوى على قُضاتِها، وحُملوا إلى القاهرةِ، كما ذكرناه في حوادث سنة ستٍّ وتسعين (٢)، ولم يلبثْ أنْ ماتَ في التي تليها بالطَّاعونِ بها، ولم يُكملِ الخمسين، رحمه الله.
١٧١ - أحمدُ بنُ حسنِ بنِ عجلانَ (٣).
ولدُ صاحبِ الحجازِ، وصلَ أيَّامَ أبيه من مكَّةَ إلى المدينةِ في عسكرٍ، حينَ اقتحامِ الحاصلِ (٤) وغيرِه بها، لكفِّ المفسدين، وطُمأنينة القاطنين، ذلكَ في سنةِ إحدى
(١) محيي الدين، عبد القادر بن أبي الفتح محمَّد، الفاسي، قاضي مكة، توفي بها سنة ٨٢٧ هـ، ودفن بالمعلاة. "العقد الثمين " ٥/ ٤٧٠. (٢) في كتابه: "التاريخ الكبير"، وقد تقدَّم الحديث عنه. (٣) "الضوء اللامع" ١/ ٢٧٤. و "السلوك" ١/ ٤/ ١٠٦ سنة ٨١١ - ٨١٢ هـ. (٤) أي مستودع الحرم، ويحفظ فيه ما يتحصل للحرم، وسيأتي بعد قليل عند المؤلف أنَّ الإمام أحمد بن الحسن الناصر لدين قد أحدث في سنة ست وسبعين وخمس مئة قبة كبيرة في صحن الحرم الشريف لحفظ حواصل الحرم وذخائره مثل: المصحف الكريم العثماني. وينظر أيضًا: تحقيق "النصرة بتلخيص معالم دار الهجرة" ص: ١٣٢.