فقابَلهُما (١) رجلٌ، فقال: لا تَنطلِقا (٢) بهِ؛ فإنَّهُ مِمَّن سبقتْ لهُ السَّعادةُ في بطن أمِّهِ.
وقالت عائشةُ رضي الله عنها: سقى اللهُ ابنَ عوفٍ من سلسبيلِ الجنَّةِ، أمَا أني سمعتُ النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يقول:"لن يحنوَ عليكُنَّ بعدي إلا الصَّالحون"(٣).
ولما بلغهُ أنَّ عثمانَ كتبَ لهُ العهدَ مِن بعدِه قامَ بينَ القَبرِ والمنبرِ، فقال: اللَّهمَّ إن كانَ مِن توليةِ عثمانَ إياي هذا الأمرَ ما كان فأمِتنِي قبلهُ، فلمْ يعِشْ سوى ستَّةِ أشهرٍ.
وقال عليٌّ يومَ ماتَ: اذهبْ يا ابنَ عوفٍ، فقد أدركتَ صفوهَا، وسبقتَ رنَقَها (٤). ماتَ عن خمسٍ وسبعينَ سنةً، سنةَ اثنتين وثلاثين، وصلَّى عليهِ عثمانُ بوصية منهُ، ودُفنَ بالبقيعِ -رضي الله عنه-، وهو في "التهذيب"(٥)، وأوَّلِ "الإصابة"(٦).