على يديه، وكان سبَبُها أن أهلَ المدينةِ خلعُوا يزيدَ بنَ معاويةَ في سنةِ ثلاثٍ وستِّين وأخرجوا مروانَ بنَ الحكمِ وبني أُمَيَّةَ وأمَّرُوا عليهم عبد الله بنَ حنظلةَ الغسِيلَ الذي غسَّلت الملائكةُ أباه يومَ أُحُدٍ، ولم يوافِق أهلَ المدينةِ مَن كان بها من أكابرِ الصّحابةِ، وأمرَ يزيدُ مسلمًا أن يستبيحَ المدينةَ ثلاثةَ أيّامٍ وأن يُبايِعَهم على أنَّهم خَوَلٌ وعبيدٌ ليزيدَ، فإذا فرغَ منها نهضَ إلى مكَّةَ لحربِ ابنِ الزُّبَيرِ، ففعلَ مسلمٌ بالمدينةِ النبويةِ الأفاعيلَ القبيحةَ، وقتلَ بها خلقًا من الصحابةِ وأبنائِهم وخيارِ التَّابعين، وأفحشَ القضيَّةَ إلى الغايةِ، ثم توجَّهَ إلى مكَّةَ فأخذه الله تعالى قبل وصولِه بعد أن استخلفَ على الجيشِ حُصينَ بنَ نُميرٍ السَّكونيَّ فحاصروا ابنَ الزُّبَيرِ ونصبوا على الكعبةِ المنجنيقَ، فأدى ذلك إلى وَهيِ أركانِها وبُنيانِها، وفي أثناءِ أفعالهِم القبيحةِ فجأَهم الخبرُ بهلاكِ يزيدَ بنِ معاويةَ فرجعوا، وكفى اللهُ المؤمنينَ القتالَ، وكانَ هلاكُ يزيدَ في مُنتَصَفِ ربيعٍ الأوَّلِ سنةَ أربعٍ وستِّين ولم يُكمِلِ الأربعين، وهلاكُ صاحبِ التَّرجَمَةِ في طريقِ مكَّةَ فدُفِنَ على ثَنِيَّةٍ يُقالُ لها: المُشَلَّلُ (١)، كما سبقَ في محمَّدِ بنِ أبي الجَهم (٣٤٨٤).