وهو بكُنيته أشهرُ، ويقالُ: إنَّها لقبُه، وكنيتُه أبو الحارث. ذكرَه مسلمٌ (٢) في ثانية تابعي المَدنيّين. قالَ ابنُ عبد البَرِّ (٣): شهدَ الخندق، وقيل: لم يدركْ من حياةِ النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم- إلَّا ستَّ سنين. زادَ غيرُه: إنَّ البزَّار روى له حديثًا، وصرَّحَ فيه بسماعِه من النَّبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وقد روى أيضًا عن: أبي بكر، وعمرَ، وعثمانَ، وشهدَ الجسرَ (٤) مع أبي عبيدٍ (٥)، روى عنه: ابنُ سيرين، ونافعٌ مولى ابنِ عمرَ، وسعيدٌ المقبُريُّ.
قالت عَمرَةُ: ما كان يوقظُنا من اللَّيلِ إلَّا قراءتُه، وكان يقنتُ في رمضان، فقد كانَ عمرُ أقامَه للنَّاسِ يصلَّي بهم التَّروايح.
قالَ البخاريُّ (٦): يُعدُّ في أهلِ المدينة، وذكرَه مسلمٌ (٧) في الطَّبقة الأولى من أهلها.
(١) "أسد الغابة" ٤/ ٤٢١. (٢) "الطبقات" ١/ ٢٣١ (٦٥٢). (٣) "الاستيعاب" ٣/ ٤٦٢. (٤) راجع خبر يوم الجسر في "الكامل" لابن الأثير ٢/ ٤٣٨، حوادث سنة ١٣ هـ. (٥) في الأصل: "أبي عبيدة"، وهو خطأ، وصوابه أبو عبيد بن مسعود، أحد قوَّاد المعركة. (٦) "التاريخ الكبير" ٧/ ٣٦١. (٧) "الطبقات" ١/ ٢٣١ (٦٥٢).