وقد قال عُروَةُ: إنه لم يكن يُتَّهَمُ في الحديثِ، قال غيرُه: وكان فقيهًا، ومات مروانُ بدمشقَ سنةَ خمسٍ وستِّين، وسيرتُه طويلةٌ، ولما بُويِعَ بالإمارَةِ قال فيه أخوه عبد الرحمنِ - وكان ماجنًا شاعرًا محسنًا لا يرى رأيَه:
وقيلَ: إنَّما قالَهما حين ولَّاهُ مُعاوَيةُ المدينةَ، وأشار فيها إلى ما نَقَلَهُ ابنُ عبد البَرِّ فقال: ونظرَ عليٌّ إليه يومًا فقال له: ويلُكَ وويلُ أُمَّةِ محمَّدٍ منك ومن بَنِيك إذا شابت ذِراعُكَ. قال: وكان يقالُ له: خَيطُ باطلٍ، يعني لكونه مُفرِطَ الطُّولِ معَ الدِّقَّةِ، وخيطُ باطلٍ هو الذي يتراءَى في النُّفورِ عند شِدَّةِ الحَرِّ، قال: وضُرِبَ يومَ الدَّارِ على قفاهُ فَخَرَّ لِفِيهِ [وقال: كان السَّبَبَ فيها لكونِه كان الكاتِبَ لعُثمانَ ابنِ عفّانَ، ونُسِبَ إليه فيها الأمرُ بقتلِ عبد الرحمنِ بنِ أبي بكرٍ -رضي الله عنه-](٢).
[٤١١٧] مروانُ بنُ أبي سعيدِ بنِ المُعَلَّى، أبو عبد المَلِكِ
يروي عن: أبيه، وعنه: أهلُ المدينةِ، مات سنة ثلاثٍ وثلاثين ومئةٍ، قاله ابنُ حبّانَ في ثانية "ثقاته"(٣)، مع ذكره الذي يليه في ثالِثَتِها.
(١) "تاريخ المدينة" لابن شبة ٤/ ١٢٨٢. (٢) ما بين المعقوفتين بخط جار الله ابن فهد المكي. (٣) "الثقات" ٥/ ٤٢٤.