وسمعَ بها في المسجدِ النَّبويِّ "الشِّفا"، و"الموطأ"، رواية يحيى بن يحيى على أبي إسحاقَ إبراهيمَ بنِ عليِّ بنِ فرحونٍ، في سنةِ ثمان وتسعين بقراءة أبي الفتحِ المراغيِّ. وعلى ابنِ صِدِّيقٍ "البخاريَّ"، وغيرَه، وعلى الزَّينِ المراغيِّ في سنةِ اثنتين وثمان مئةٍ في "تاريخه للمدينة". وكذا سمعَ على أبيه، ودخلَ القاهرةَ غيرَ مرَّةٍ، ولقيتُه بأَخَرةٍ في سعيدِ السُّعداء (١) منها، فقرأتُ عليه "ثلاثيات البخاريِّ"، ورجعَ عن قُربٍ، فماتَ فجأةً بالمدينةِ سنةَ خمسٍ وستين.
جاورَ بالمدينةِ مدَّةً، وحجَّ في سنةِ ثمانٍ وخمسين وسبعِ مئةٍ، فسقطَ عن مركوبِه إلى الأرضِ، فيَبِسَتْ أعضاؤُه وبَطَلتْ حركتُهُ، وحُملَ إلى مكَّةَ، وتأخَّرَ عن الحجِّ، ولم يقم بعدَه إلا قليلًا، وانتقلَ إلى رحمةِ الله.
ذكرَه ابنُ فرحونٍ في "تاريخه"(٢)، وتبعَه الفاسيُّ (٣) في مكَّة.
(١) هي: الخانقاه الصلاحية بالقاهرة، أوقفها صلاح الدين على الصوفية سنة ٥٦٩ هـ. "حسن المحاضرة" ٢/ ٢٦٠. (٢) "نصيحة المشاور" ص ١٧٥. (٣) "العقد الثمين" ٦/ ٣٥٤.