وأُمُّها هي أمُّ الخيرِ عائشةُ ابنةُ أحمدَ بنِ الرَّضيِّ إبراهيمَ بنِ محمد بنِ إبراهيمَ الطبريِّ، وُلدَتْ ظنًّا في سنةِ أربعينَ وسبعِ مئةٍ، وسمعتْ من جدَّتِها حسنة ابنةِ محمدِ بنِ كاملٍ جزءًا فيهِ المسلسلُ بالأوَليَّة وغيرِه من حديثِ السمرقنديِّ و"خُماسياتِ" ابنِ النَّقُّورِ وغيرِ ذلكَ، وأجازَ لهَا أبو جعفرٍ الرُّعَيْنِيُّ، ورفيقهُ ابنُ جابرٍ، ومحمدُ بنُ أحمدَ الشُّشتريُّ، وغيرُهم، وتزوجتْ باثنينِ أحدُهما ابنُ عمَّها القاضي نورُ الدينِ عليُّ بنُ أحمدَ النُّوَيْرِيُّ، فلم تَلِد لواحدٍ منهُما، وجاورتْ بالمدينةِ النبويةِ مرارًا، وفي بعضِها نحوَ سنتينِ، وحصلَ لها في آخرِ عُمرِها سقوطٌ ضَعُفَتْ منهُ حركتُها عن المشيِ، وكانتْ ذاتَ مروءةٍ كبيرةٍ، وخيرٍ وحشمةٍ، ماتتْ في يومِ الجمعةِ ثالثَ عشري رمضانَ سنةَ أربع عشرةَ وثمانِ مئةَ بمكةَ، ودُفِنتْ بالمعْلاةِ.
(١) "أخبار المدينة" لابن زبالة ١٢٥، وذكر أنه كان في صحن المسجد تسع عشرة سقاية منها ثلاث عشرة أحدثتها خالصة. وانظر "تاريخ مكة والمسجد الحرام" لابن الضياء ص: ٢٨٦. (٢) "الضوء اللامع" ١٢/ ٢٥، "العقد الثمين" ٨/ ٢٠٥.