وأمَّا أنا فرأيتُ قراءتَهُ على ابنِ الجَزَرِيِّ في سنةِ ثمان مئةٍ ببُرْصَا (١) من الرُّومِ، وأجازَ له، وقدم مكَّةَ في سنةِ سبعٍ وثمان مية، وجاورَ بها، وتردَّدَ مِنها إلى المدينةِ الشَّريفةِ، ورأيتُ سماعَه بها على الزَّين أبي بكر المراغيِّ، بقراءةِ ابنهِ أبي الفتح في سنةِ اثنتي عشرةَ، ووصفَهُ القارئُ بالشَّيخِ المقرئِ.
ثمَّ انقطعَ بها أخيرًا، واشترى بها أملاكًا، وصارَ يتردَّدُ بينهما، فقُدِّرتْ وفاتُهُ بِمَكَّةَ في صبيحةِ يومِ الجمعةِ ثاني عشرَ ذِي الحجَّةِ سنة تسعٍ وثلاثين وثماني مئةٍ، وصُلِّي عليهِ بعدَ الجمعةِ، ودُفنَ بالمَعْلاةِ.