بلادِ المغرِبِ، فأقامَ بها إلى نحو سنةِ خمسَ عشرةَ وثمانِ مِئَةٍ، ورجعَ بأهلِهِ، فجاورَ بِمَكَّةَ سبعَ سنينَ، ثُمَّ انتقلَ إلى القاهرةِ، فانقطعَ فيها بالمدرسةِ النِّظامِيَّةِ بالقرب من القلعَةِ، ثمَّ حَجَّ في سنةِ اثنتين وأربعينَ، واستمرَّ بِمَكَّةَ، حتى ماتَ في مُستهلِّ المحرَّمِ مِنَ التي تليها، ودُفنَ بالمَعلاةِ، وكانَ إمامًا، زاهدًا، وَرِعًا، ملازمًا، للانقطاعِ إلى الله من صِغَرِهِ إلى كبره، لا يتردَّدُ إلى أحدٍ، سِيما الخير عليه لائحةٌ، كريمًا، رَضِيًّا، مُتَضِلِّعًا مِن السُّنة، مُطَّلعًا على الخلافِ العالي والنازل، مُديمَ النَّظرِ في "التمهيدِ" لابنِ عبدِ البَرِّ، وله عليه "حواشٍ مفيدةٌ"، ومَعَ هذا كلِّهِ لم يكن يعرِفُ العربيَّةَ، وقد لَقِيَهُ صاحبُنا النَّجمُ ابنُ فهدٍ بالنظامية المشارِ إليها، وكتبَ عنه من نَظْمِهِ وترجَمَهُ (١).