أمُّ عليِّ بنِ أبي طالبٍ وإخوتهِ، هاجرت وماتت بالمدينةِ، وصلَّى عليها رسولُ اللَّه -صلى الله عليه وسلم- ونزلَ في قبرها، وكفَّنَها في قميصهِ، وقال: لم يكن بعدَ أبي طالبٍ أبرُّ بي منهَا (٢)، وقبرُهَا مشهورٌ بآخرِ البقيعِ، عليه قُبَّة مبنيَّةٌ إلى اليومِ، وقيل: إنما ماتت بمكةَ قبلَ الهجرةِ، والأولُ أشهرُ، وهي أولُ هاشِمِيَّةٍ وَلَدَتْ خَليفةً، ثمَّ بعدهَا فاطمةُ الزَّهراءُ، وكانت امرأةً صالحةً، كان النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يَزورُهَا ويَقِيلُ في بيتِهَا.
أسلمتْ وبايعتْ، قال ابنُ عبدِ البَرِّ (٤): هي التي قطعهَا النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في السَّرقَةِ، وقال لأسامةَ بنِ زيدٍ لما تشفَّعَ فيها:"أتشفعُ في حَدٍّ من حدودِ اللَّه؟ " روى حديثهَا حبيبُ بنُ أبي ثابتٍ وسمَّاهَا (٥).
(١) "الإصابة" ٤/ ٣٨٠. (٢) رواه ابن عبد البر في "الاستيعاب" ٤/ ١٨٩١. وأورده الهيثمي في "المجمع" ٩/ ٢٥٧، وقال: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه سعدان بن الوليد، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات. (٣) "الإصابة" ٤/ ٣٨٠. (٤) "الاستيعاب" ٤/ ١٨٩١. (٥) رواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" ٨/ ٢٦٣.