أحدُ السابقينَ الأوَّلينَ من الصَّحابةِ، ذُكِرَ في أَهْلِ الصُّفَّةِ (٢)، واستُشهدَ باليَمامةِ، أَخَذَ اللِّواءَ بِيَمينِهِ فَقُطِعَتْ، ثمّ بِشِمالهِ فَقُطِعَتْ، ثمَّ اعْتَنَقَ اللِّواءَ، وَجَعَلَ يَقْرَأُ {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ … }(٣) الآيةَ. إلى أن قُتِل.
ذَكره أبو نُعَيْمٍ (٤)، وساق من طريقِ الوليدِ بنِ مُسْلِمٍ عن حَنْظَلَةَ بنِ أبي سُفيانَ، عن عبدِ الرَّحمن بنِ سابطٍ، عن عائشةَ قالت: اسْتَبْطَأَنِي رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- ذاتَ لَيْلةٍ؛ فلما جِئْتُ قال (٥): "أَيْنَ كُنْتِ؟ " قلتُ: سَمِعْتُ قِراءةَ رَجُلٍ في المسجَدِ، ما سَمِعْتُ مِثْلَهُ قَطُّ؛ قال: فقامَ رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وَتَبِعْتُهُ؛ فقال:"ما تَدْرِينَ مَنْ هُوَ؟ " قلتُ: لا. قال: هُوَ سالِمٌ مولى أبي حُذَيفةَ. ثم قال:"الحمْدُ لله الذي جَعَلَ في أُمَّتِي مِثْلَ هذا".
قال: ورواهُ ابنُ المُبارَكِ عن حَنْظلةَ نَحْوَهُ. انتهى.
وحديثُ ابنِ المُبارَكِ في "الجهادِ"(٦) له بلفظ: عن ابنِ سابِطٍ أنَّ عائشةَ احْتُبِسَتْ،
(١) "الاستيعاب" ٢/ ٧٠. (٢) "رجحان الكفة" ص: ٢٠٤. (٣) سورة آل عمران: ١٤٤. (٤) "حلية الأولياء" ١/ ٣٧١. (٥) أخرجه ابن ماجه في كتاب: إقامة الصلاة والسنة فيها. باب: في حسن الصوت بالقرآن (١٣٣٧)، والحاكم في " المستدرك " ٣/ ٢٥٠ وقال: صحيحٌ على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الحافظ في "الإصابة" ٣/ ١٥: رجالُه ثقاتٌ. (٦) " الجهاد"، ص: ٩٩.