وقالَ ابنُ القدَّاحِ (١): إنَّ ذلك النُّعمانُ الأعرجُ، لا هذا، وذكرَ السُّدِّيُّ (٢): أنَّ النُّعمانَ بنَ مالكٍ قالَ لرسولِ الله-صلى الله عليه وسلم- في خروجِه إلى أُحُدٍ (٣): والله يا رسولَ الله، لأدخلنَّ الجنَّةَ. فقالَ له:"بمَ؟ " قالَ: لأني أشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ، وأنَّكَ رسولُ الله، وأني لا أفرُّ مِن الزَّحفِ، فقالَ له:"صدقتَ"، فقُتلَ يومئذٍ. وقد تعقَّبَ ابنُ الأثيرِ (٤) هذا بأنَّ النُّعمانَ الأعرجَ هو ابنُ قَوقلٍ، وأنَّ مالكَ بنَ ثعلبةَ لقبُه قَوقلٌ. قالَ شيخُنا (٥): وما قالَه ابنُ عبد البَرِّ محتملٌ، وقد ترجمَ البخاريُّ (٦) النُّعمانَ بنَ قوقل، ثمَّ قالَ (٧): النُّعمان بن مالك، ولم يَسُقْ له شيئًا، وقالَ الواقديُّ: إنَّ النُّعمانَ بنَ مالكٍ دُفنَ مع عَمروِ بنِ الجَموحِ بِأُحُدٍ.