سيرتُهُ، فاقَ كثيرًا من سَلَفَهِ بالمحاسنِ -حسبما بينتُهُ قي "الضوء (١) اللامع"(٢) - وفُوِّضَ إليه في سنة سبعٍ وثمانين وثمان مئةٍ سلطنةُ الحجازِ كُلِّهِ، ودُعِيَ له على المنبرينِ، وأوَّلُ ما دُعِيَ له بالمدينةِ كنتُ جالسًا بجانبه من الرَّوضَةِ؛ فقررتُ له ما أنعمَ الله تعالى بِهِ عليه؛ فتزايدَ حمدُهُ وشكرُهُ، واستقرَّ حينئذ في المدينةِ من بعدي، وكذا وقع لجدِّهِ حسنٍ أنَّ السلطانَ فَوَّضَ إليه سلطنةَ الحجازِ، وتكررَّتْ زيارةُ صاحبِ التَّرجمةِ لجدِّهِ المصطفى، والإحسانُ لجيرانه، بل والقادمينَ للزيارة، معَ مزيدِ خشوعٍ وخضوعٍ، وابتنى بها محلًّا لنزولِهِ بالقربِ مِن أماكنِ الخُدَّام، وتمَّت جمالتُهُ، وتمَّتْ على الرعايا والأتباعِ بركاتُهُ وصِلَاتُهُ، وتجمَّلَ وتحمَّلَ، وتطوَّلَ وتخوَّلَ.