وكذا بجامعِ الأزهرِ، وحُمِدَتْ خطابته؛ لتحرِّيهِ تصحِيحَها على الزَّينيِّ الأبْناسِيِّ وكاتبِهِ، وكانَ يُكثرُ مراجعتَه لي في ما يُؤدِّيه فيها من الأحاديثِ إلى أن اشتُهِرَ بذلك، بل وقرأ عليَّ وعلى سِبطِ شيخِنا في "البخاريِّ"، وربَّما حضرَ بعضَ الدُّروسِ، ولم يترقَّ في غير الخطابة.
ونَزَّله ابنُ مُزهرٍ (١) في صوفيَّته بمدَّةٍ، ثمَّ حجَّ هو وزوجتُه لقضاءِ الفرضِ مع الموسمِ، ورجعا إلى المدينةِ النَّبويةِ للزِّيارة، فانقطعا بها في سبعِ خير بك، ولم يلبثْ أنْ توعَّكَ، واستمرَّ إلى أنْ ماتَ في عِشري شوَّالٍ سنةَ أربعٍ وثمانين، ودُفنَ بالبقيعِ، رحمه الله. فقد كانَ خيِّرًا مُتودِّدًا، مُغرَمًا بالخطابة، بحيث رامَ الخطابة في المسجِدَينِ (٢) أو أحدِهما، فلم يُجَبْ.