نزيلُ البصرةِ، وأخو إسماعيلَ الماضي، ويُعرفُ بالقَعنبيِّ، سمعَ مِن شعبةَ حديثًا واحدًا، وروى عن: أبيه، وحمّادِ بنِ سَلَمَةَ، وأَفْلَحَ بنِ حميدٍ، وسَلَمَةَ بنِ وَرْدانَ، واللَّيثِ، ومالكٍ، وروى عنه "المُوَطَّأ"، وآخرون، وعنه: الشَّيخانِ، وأبو داود، وأبو مسلمٍ الكَشِّيُّ، وأبو خليفةَ، وهو خاتمةُ أصحابِه، وخَلْقٌ.
قالَ أبو زُرعةَ: ما كتبتُ عن رجلٍ أجلَّ في عيني منه. وقالَ عبدُ اللهِ بنُ داودَ الخُرَيْبِيُّ: هو -واللهِ عندي- خيرٌ مِن مالكٍ. وقالَ الحُنَيْنِيُّ: كنَّا عند مالك، فقيل: قَدِمَ القَعنبيُّ، فقال. قوموا بنا إلى خيرِ أهلِ الأرضِ (٢). وقالَ ابنُ سعدٍ (٣): كانَ عابدًا فاضلًا، قرأَ على مالكٍ كُتُبَه. وقالَ العِجْلِيُّ (٤): بصريُّ ثقةٌ، رجلٌ صالحٌ، قرأ مالكٌ عليه نصفَ "المُوَطَّأ"، وقرأ هو عليه باقيه. وقالَ أبو حاتمٍ (٥): ثقةٌ حجَّةٌ.
وعن ابنِ مَعِينٍ: ما رأيتُ رجلًا يحدِّثُ لله [إلا وكيعًا والقَعنبيَّ، وكانَ يحيى بنُ مَعِينٍ](٦) لا يُقدِّمُ عليه في مالكٍ أحدًا. وكذا قالَ ابنُ المَدِيني: لا أقدِّمُ مِن رُواةِ
(١) "سير أعلام النبلاء" ١٠/ ٢٥٧. (٢) مثل هذه الأقوال في الثناء والإطراء مما لا يراد بها الإطلاق، وإنما هي مقيدة فيما يعلم القائل في وقته وعصره. (٣) "الطبقات الكبرى" ٧/ ٣٠٢. (٤) "معرفة الثقات" ٢/ ٦١. (٥) "الجرح والتعديل" ٥/ ١٨١. (٦) ما بين المعكوفين ليس في الأصل، وأثبت أوله من "تهذيب الكمال"، وآخره من "الثقات" لابن =