والبَغَوِيِّ (١)، والطَّبَرانِيِّ (٢) من طريق وُهَيْبِ بنِ خالِدٍ وغيرِه، عن عمروِ بنِ يحيى المازِنِيِّ، عن معاذِ بنِ رِفاعَةَ، عن رَجُلٍ من بني سَلِمَةَ يُقال له: سُلَيمٌ أنه أتى النَّبيَّ -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسولَ الله، إنَّ مُعاذَ بنَ جَبَلٍ يأتِينا بعدما يَنامُ، ونكونُ في أعمالِنا بالنَّهارِ؛ فيُنادي بالصَّلاةِ، فَنَخْرُج إليه، فَيُطَوِّلُ بنا .... الحديثَ.
ومنهم مَن قال: عن مُعاذِ بنِ رِفاعَةَ أنَّ رجلًا من بني سَلِمَةَ جاء … فَذَكَرَه، وهو الأكْثَرُ في الرِّواياتِ، وصُورَتُه مُرْسَلٌ، وقد ذَكَرَه شيخُنا في "الإصابة"(٣).
له ذِكْرٌ في كِتابِ "الجِهادِ"(٥) لابنِ المُبارَكِ، من حديثِ ابنِ عبَّاسٍ قال: كان عَمرُو بنُ الجَمُوحِ شَيْخًا كبيرًا أَعْرَجَ (٦) … فَذَكَرَ الحديثَ في شُهودِه أُحُدًا.
قالَ: وكان معه غُلامٌ له يُقال له: سُلَيمٌ، فقال سُلَيمٌ: ارجِعْ إلى أَهْلِكَ؛ فقال: وما عليك أن اصِيبَ مَعَكَ اليَوْمَ خَيْرًا، فتَقَدَّمَ العَبْدُ، فقاتَلَ حتّى قُتِلَ. أَخْرَجَه أبو موسى، ورَواه الحاكِمُ في "الإكليل" من حديثِ ابنِ المُبَارَكِ، مُطَوَّلًا، وظاهِرُ سِياقِه
(١) "معجم الصحابة" ٣/ ١٧٨. (٢) "المعجم الكبير" ٧/ ٦٧ (٦٣٩١). (٣) "الإصابة" ٢/ ٧٥. وقد أطال ابن رجب في "شرح البخاري" في التعليق على هذا الحديث والجواب عن إشكالاته ٥/ ١٢٦ فما بعدها. (٤) "الإصابة" ٢/ ٧٥. (٥) الجهاد ١/ ٦٩ (٧٨). (٦) في الأصل: عرج.