وعلى عدَّةٍ من المسندين؛ كالعفيفِ النَّشَاوري (١)، فإنَّه قرأ عليه بمكَّةِ في سنة خمسٍ وثمانين وسبعِ مئةٍ، وسمعَ شيخُنا حينئذٍ بقراءتِه مُعظَمه، قال: وكانَ صوتُه حسنًا، وقراءتُه جيِّدة، وولِيَ قضاءَ بعلبكَ في سنةِ ثمانين، ثمَّ القضاءَ بالمدينةِ معِ إمامتِها وخطابتِها، في شوَّالٍ سنةَ إحدى وتسعين، بعد صرفِ الزَّينِ العراقيِّ، إلى أن صُرِفَ بالزين الفَارَسْكُوري (٢)، ثمَّ تنقَّل في ولايةِ القضاءِ بصَفَدَ، وغزَّةَ، والقدسِ، وغيرِها، وكانَ كثيرَ العِيال، وقد سمعتُ بقراءتِه - يعني كما تقدَّمَ - واجتمعتُ به بعدَ ذلك، وكانت بينَنا مودَّةٌ، ماتَ في صفرَ، أو أواخرِ المحرَّمِ، سنةَ ثلاثَ عشرةَ وثمان مئةٍ بدمشق. وهو فيما قالَه الشِّهابُ ابنُ حِجِّي: آخرُ مَنْ بقيَ بها من فقهاءِ الشَّافعية، وأكبرُهم سِنًّا. وهو في "معجمِ شيخنا"(٣)، و"إنبائه"(٤)، ولم يثبت في معجمِه محمَّدًا الثاني في نسبه.